رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

حرب المسيرات : كسر العزيمة وتسديد الثغرات..

د. إبراهيم الصديق علي


ما نشهده من حرب المسيرات هو جزء من تفاعلات كثيرة على الساحة السياسية والعسكرية فى الاقليم هذه الأيام ، والبعد السياسي اصبح هو الخيار المتاح بعد فشل المخطط العسكري ، وما يجرى الآن هو كسر العظم للخضوع إلى حوار وتفاوض من خلال إلحاق أكبر ضرر.. ولذلك مسارات متعددة واشارات واضحة..
فى تعليقه على المسيرات التى استهدفت مطار بورتسودان ، اشار قائد المنطقة العسكرية بولاية البحر الأحمر الفريق الركن محجوب بشرى أن (الطائرات الانتحارية وعددها 11 كانت رشقة للتمويه على طائرة استراتيجية) ، وهذه المعلومة تعطى سلسلة من الافتراضات:

•هدف المسيرة الاستراتيجية ضرب منشآت حيوية (المطار ، الرادارات ، محطات تخزين البترول) ، فهى تهدف إلى شل حركة الطيران والى شل الحياة من خلال تدمير اكبر مستودع وقود مما يدخل البلاد فى ازمة حادة ، ويؤدى إلى ايقاف الحياة مع صعوبة الكهرباء..

•وانها تمت وفق تخطيط استخباراتي متقدم ، هو فوق قدرات مليشيا آل دقلو الارهابية ، وإنما يدخل فى دائرة أكبر ومؤامرة اوسع نطاقاً..

•هذه المعادلة الجديدة واضحة فى اهدافها ، كما اورد موقع العين الاماراتي قبل يومين (توسيع الحرب ودعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل ، وخضوع الحكومة السودانية إلى التفاوض)..

•وهو ذات إشارة المحلل الامريكي كاميرون هيدسون والذى اشار إلى (امكانية تمدد الحرب إلى تشاد وافريقيا الوسطى وجنوب السودان)..

•هذا الضجيج والانتقال الهدف منه تغير مسار الحرب ، فلم يعد بالإمكان الداعمين للمليشيا الاستمرار بها بهذه التكلفة السياسية والدبلوماسية والمالية ، فقد اشار موقع Cash reports إلى مقتل 18 أماراتياً فى ضربة نيالا 4 مايو 2025م ، بالإضافة لآخرين ، وأغلبهم من مشغلي الطائرات المسيرة الاستراتيجية ..

•الحل فى هذه الحالة هو الاستمرار على ذات نهج المعركة بأهدافها المحددة منذ أول يوم (القضاء على التمرد وإخضاعه القانون ) و بزخمها وفاعليتها (ميدانياً ، و دبلوماسياً ، وقانونياً) وتسديد الثغرات فى بعض المجالات وخاصة الدفاعات الجوية..

•ونقطة اخرى: تنوير الشعب بما يجري وتطمينه بالترتيب والزام بعض الوزراء (بالصمت) أو الحديث وفق قواعد المهام وحدود المسؤولية..

اترك رد

error: Content is protected !!