رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

أحزموا أمركم وقد تمايزت المواقف: لا تبحثوا عن الدر في القمامة..

د.إبراهيم الصديق

(1)
لم يعد في الامكان بصيص للمجاملات السياسية والدبلوماسية ، فمن الرشد إذا عزمت ان (تتوكل) ، وماذا بعد الحرب والدمار والسلب والسحل والإغتصاب والسرقة وتدمير كل شيء.. فمن الضروري قطع الخيط لتسقط (الجرة) ولتكن مساراتنا واضحة..
هذا الأمر وإن لم يكن قرارا ، فليكن حديثا مباشرا من هرم الدولة السودانية الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة ، ورسالة لأطراف كثيرة ونبدأ ببعض عملاء الوطن ، ونرسل لهم بوضوح تام وبلا لبس ، فليس اصدق من الشهداء والجراح والتصحيات وفيها (لدينا أدلة ووثائق وشواهد كثيرة على وقوفكم ضد الدولة السودانية ومؤسساتها وإختياركم الموقف الخاطىء من التاريخ ، وبما أن الأمر لا يحتمل أنصاف المواقف ، فأما أن تكونوا في خندق الوطن والشعب ، أو أذهبوا حيث يحلو لكم وسنتخذ من التدابير ما يحفظ أمن البلاد ووحدتها وسيادتها).. هذه الرسائل الواضحة ضرورية في زمن التغبيش والتضليل والدعايات الهتافية والأقوال الإنصرافية ، كما أن التردد يضعف الإرادة ويزعزع الثقة ويغري المتآمرين ، فهم لا خير فيهم ومن اراد العلياء مضى إلى غايات غير عابيء ، فليس في القمامة معدن يلمع.. وإنما صدق الإرادة حين تحمى الميادين..
(2)
لقد تحولت بعض الأطراف السياسية إلى روافع للتمرد ، ومنصات للدفاع عنه دون خجل ومنابر للتبرير الفطير ، ونقطة تواصل مع اطراف دولية واقليمية ومنظمات معادية لبلادنا ، وهذا أمر واضح ، فهم شركاء في الجريمة ، في تخطيطها وهندستها و بداياتها و إستمراريتها ، فلا داعي للتساهل معهم وغض الطرف عنهم ، بل من حق الوطن والمواطن ومن حق التاريخ ان تتكشف هذه الخيوط اليوم ، وتتم قطيعة معها.. فلا بركة فيهم ولا خير يرتجى ولا در في ايديهم وليس لديهم أخطر مما فعلوا، الحرب والدمار الممنهج والسعي لاختطاف الأمة بتاريخها وثقافتها ومواردها وأرضها.. فليذهبوا للجحيم
(3)
مقالان مهمان قرأتهما هذا الاسبوع مع إسهامات اخري جديرة بالنظر ، الأول للاستاذة إشراقة سيد محمود رئيس الهيئة القيادية للحزب الاتحادى الديمقراطي بعنوان (إنقلابان وثورة) سردت فيها العلاقة الشائكة بين الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير قحت ومحاولة إزاحة الجيش عن المشهد منذ 2019م ، والمقال الثانى للدكتور الدرديري محمد وزير الخارجية الاسبق والخبير في القانون الدولى تحت عنوان (إني أرى شجرا يسير) يسرد فيه أبعاد وخطورة العقوبات الأمريكية على البلاد ، وتأثيراتها ، فإن اضاءت الاستاذة إشراقة جوانب المخطط وبداياته ومراحله منذ إزاحة إبنعوف ، فإن الدكتور الدرديرى حذر من خطورة التداعيات الراهنة والتدابير اللحوحة لإعادة ذات الطغمة الطائشة وفق ضغوط وآليات أقرب للي الذراع والتركيع وسلب الارادة والوطنية ،وابعد عن تطلعات المواطن واوهام الديمقراطية..
(4)
والأمور بهذا الوضوح والتمايز في المواقف فمن الأفضل ان تمضي البلاد على بينة وهذا قدر اصحاب الهمم العالية ، والغايات النبيلة والمقاصد العليا ، وهكذا تنهض الأمة حين تتكشف لها الحقائق ، وحجم المؤامرات والدسائس ، وحتى يحدث قطع مع هذه النماذج من الساسة وحتي ينقطع أمل الداعمين لمخطط تفتيت البلاد وتشريد العباد..
حالة الفراغ السياسي والتغبيش في المواقف تجلب القنوط والإحباط وما أكثر أسبابه ودواعيه ، فمن الضروري أن تتبين للعامة التفاصيل وتحدد المواقف ، وكما قال عكير الدامر:
الأيام مسطرة والعمر محدود
والهواء عند كريما بابه مو مسدود..
حفظ الله البلاد والعباد..

اترك رد

error: Content is protected !!