رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

علي هامش ورشة المرحلة النهائية: غربة وغرابة

د. إبراهيم الصديق علي


تابعت ورشة إنطلاق المرحلة النهائية للإتفاق الإطاري ، وشعرت بالغربة والغرابة ، وكلما غالبت نفسي للأمل وجدته غالبني..
والغربة من كثافة الظلال الأجنبية ، رغم نفي الأطراف ، فقد تحدث السفير السعودي إنابة عن الرباعية والترويكا ، وتحدثت ممثلة الإتحاد الاوربي وخلفها جمع من السفراء ، وتحدث السفير المغربي إنابة عن المجموعة العربية ومعه عدد من السفراء العرب وتحدث بلعيش إنابة عن الآلية الثلاثية وخلفه فولكر وممثل الايقاد ..
ثم تحدثت أسماء محمود محمد طه إنابة عن المجتمع المدني وتلاها الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع وختمت المناسبة بالفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي..
والغرابة ، تمثلت في غياب قضايا مهمة مثل السلام ، فلم تجري الكلمة علي لسان احدهم ، سوي تثمين بلعيش لاتفاق نيفاشا ومحادثات ابوجا وجوبا..
ومع كلمة واحدة للمكون المدني ، فإن حديث البرهان وحميدتي أمر محير ، فقد كان الاولي الإكتفاء بأحدهما..

  • بدأت الكلمات أكثر إشفاقا مما هي أكثر إطمىنانا ، فهي داعية لمزيد من مشاركة الآخرين ، ومزيد من الرجاء لوجودهم ، وضرورة حكم القانون ، والحريات والعدالة ، ومن الغريب ان هذه المحاذير التي تضمنتها رسائل الاخرين لم تأت علي لسان البرهان أو حميدتي ، لم يتحدث واحد منها عن ضرورة إعلاء معايير النزاهة والشفافية ولم يتحدثا عن الابتعاد عن حملات التشفي والإقصاء..
  • لا يخفي علي احد إن كلمة المجتمع المدني قدمتها أسماء محمود وهي حزبية وذات موقف من قضية الدين ، وحظيت تجربة والدها بمؤتمر خاص خلال العام الثاني من حكم قوي الحرية وبدعم من منظمات كنموذج حداثي للإسلام..
  • لم تخلو المناسبة من هتافيات كما جاء في كلمة المجموعة العربية ، ومن مغازلة أطراف معينة ، دون غيرها ، ومن هتاف مدنية..
  • بالتأكيد ، فإن اصداء هذا اللقاء الباهت لم تكن محل إهتمام المواطنين ، وهو بعض من ثرثرة وهمس علي هامش قضايا كبري.. وهو محطة في مسار إختطاف الوطن ومسارعة للإنزلاق..

اترك رد

error: Content is protected !!