الدولة تُخرج المجرمين المُدانين فى جرائم الحرابة والنهب من الإثنيات العربية فى دارفور المحكوم عليهم بأحكام مختلفة تتفاوت بين الإعدام والمؤبد ودون ذلك وتعلن العفو عنهم وتطلق عليهم (التائبين ) وتقوم بتجنيدهم وإعطائهم السلاح والمال والزِّى والرتب العسكرية لقتال المجموعات التى تمردت عليها إنابةً عن القوات المسلحة التى كانت مشغولة آنذاك فى جبهات القتال العديدة فى الإستوائية والنيل الأزرق وجنوب كردفان وشرق السودان وغيرها .
الدولة إذ فعلت ما فعلت كانت تنظر تحت قدميها والنار التى تحاصر جانبيها فكان همها القضاء على خطر الحركات المتمردة والمعتدية على الداخلى والأمن القومى على السواء ، وحل المسألة آنياً دون التفكير فى مآلات تلك الخطوة التى أقدمت عليها وما يُمكِنْ أن تَجُرَّه عليها من متاعب مستقبلاً .
وبالفعل إستطاع التائبون بأمر الحكومة الذين تحول وصفهم إلى مسمى ( إستخبارات حرس الحدود ) أن يُحققوا إنتصارات باهرة على الحركات المتمردة ونسبوها إلى القوات المسلحة مع إستئثارهم بالغنيمة والعمل على تصفية خصوماتهم القديمة ومعاركهم المؤجلة مع الإثنيات من غير ذات الأصول العربية فى أبشع إنتهاكاتٍ لحقوق الإنسان شهدها الإقليم والدولة صامتة ( وعاملة أضان الحامل طرشا ..!! ) .
وحينها تملك الغرور والطمع تلك الكائنات التى تم تخليقها جينياً فى معامل الدولة السودانية بعد أن رأت فى نفسها قوة تفوق قوة الدولة فحاول زعيمها الإستئثار بالسلطة كلها وليس بجُزءٍ منها فتمرد وإستعصم بحاضنته القبلية فأستخدمت الدولة ذات الأسلوب الذى إبتدعته لمواجهة الحركات المسلحة فصنعت مسخاً آخر من بنى جنسه وأمدته بذات القوة التى أمدت بها سلفه فقضى عليه وعلى قوته المصنوعة وأتى به إلى أسياده وهو يرفل فى الحديد .
وتكرر نفس السيناريو مع الوجه الجديد فى مسرح العبث بعد معركة قوز دنقو التى حقق فيها المسخ الذى خُلِق مِنْ طينة الخيانة وضِلع المليشيا ( الأم ) وهو فى طور تَخلّقه ولم يزل يَرَقة بعد .. حقق نصراً كبيراً على حركة التمرد الرئيسية وأهداه لرئيس الدولة تعبيراً عن ولائه وخضوعه وعربون محبة ( بل عِرِق محبة ) وإنتظر وهو يهز ذيله وفاءًا ينتظر أن يُلقى إليه بعظمة إلاَّ أنه فوجئ وهو يُمنَح الذبيح كله فأُغدِقَ عليه وعلى مرتزقته بالرتب الرفيعة وأوسمة الشجاعة ونياشين البطولة وكاد أن يطأ الثريا فرحاً بهذه المكرمة بإن يكون حامى حمى رئيس الدولة فتوهم قوةً ليست فيه وبدأ فى الإساءة للقوات المسلحة تصريحاً وتلميحاً وقادتها صامتون لم نسمع لهم إحتجاجاً إلاّ ما يدور همساً وحياءًا فى المجالس .
ومن ثمَّ وقع الزلزال المدمر فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣م حيث مَجَّتْ تلك الأفعى المجلجلة سُمَّها فى وجه الشعب السودان لتُصيبه بالشلل التام فى أمنه وحياته ومعاشه وصحته وتعليم أبنائه فأُسقط فى يد الحكومة التى أعيتها الحِيَلْ لعامٍ ونصف العام لكيفية القضاء على الأفعى السامة وقطع رأسها .. فإستعانت بمن إستعانت بالمجموعات المسلحة التى تمردت عليها فى زمنٍ سابق ومن قمّ جنحت للسلم وغيَّرت إسمها لحركات الكفاح المسلح .. وللأمانة أنها تُقاتل بجانب القوات المسلحة بشرفٍ وأمانة فى معركة الكرامة .. لكن هذا لن يشفع لها مستقبلاً إلاَّ بتذويبها داخل القوات المسلحة فأثر فأسها لا يزال باقياً على جسد الدولة السودانية
وللخروج من هذه الدائرة اللعينة يجب أن تستفيد الدولة السودانية من هذا الدرس القاسى الذى دفع ثمنه الإنسان السودانى البسيط ، وأن تعمل بعد أن تنتهى هذه الحرب على تمتين قواتنا المسلحة وتقويتها ليكون جيشاً واحداً موحداً فى تكوينه وعقيدته ، وكذلك بقية الأجهزة الأمنية إعداداً وتدريباً وتأهيلاً وتطويراً وتحسيناً لشروط الخدمة وفوائد ما بعدها وقبل كل ذلك حُسن الإختيار وإلاَّ سيكثر الطامعون على دولتنا لضعفها وهوانها وقلة حيلتها حتى على هوام المرتزقة ونفايات دول الجوار .
Vidio 18+ Jepang Bokep