
عبد الملك النعيم احمد
تابع الجميع المسرحية البائسة التي تم تلفيقها في عهد رئيس وزراء فترة مابعد التغيير عام 2019م الدكتور عبدالله حمدوك والذي اعلن فيها تمرد هيئة العمليات إحدي أهم أذرع جهاز الأمن والمخابرات في ذلك الوقت وكان الهدف من هذه المسرحية هو القضاء علي الهيئة التي كانت تمثل ركيزة أساسية للحفاظ علي الأمن والذين كانوا يسعون لتفكيك الوطن يعلمون أهمية الجهاز ودور الهيئة في الحفاظ علي أمن الوطن وقد وجد قائد مليشيا التمرد المفقود حميدتي ضالته في ذلك الوقت في الدكتور حمدوك ومن جاءوا به رئيسا للوزراء ليحل الهيئة بحجة التمرد علي الدولة وقد كان له ماأراد…ليس هذا فحسب بل تعرضت كل القوات النظامية من شرطة وجيش وجهاز مخابرات وحتي الخدمة المدنية الي تجريف بالفصل والطرد من الخدمة وقد فقدت هذه القوي خيرة أبنائها ممن تلقوا تدريبا متقدما كل في مجاله..
هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة والتي قوامها اكثر من ثلاثة عشر ألف فرد بمختلف الرتب العسكرية كان لها دور بارز وملموس في الحفاظ علي ارض وتراب الوطن لما لأفرادها من خبرات وتدريب عالي المستوي فقد كانت شريكا حقيقيا للقوات المسلحة في كل الحروب التي خاضتها لذلك جاء استهدافها بإختلاق مسرحية تمردها بغية حلها تماما كمسرحية محاولة اغتيال حمدوك التي لم تظهر نتائج التحقيق حولها حتي ذهب رئيس الوزراء غير مأسوف عليه….
لم تكتف فترة حميدتي حمدوك بتجريف القوات النظامية بالفصل والرفت بل أوقفت كل تدريب او استيعاب لدفعات جديدة مما افقد الاجهزة الأمنية القدرة علي حماية الوطن بل اخذ حميدتي يغري كبار الضباط الذين تم طردهم من الخدمة بأمر منه ويستوعبهم ضمن قواته ليحقق بهم هدفه المستقبلي بالسيطرة علي الوطن ولكن خاب أمله بفعل قوة الجيس وجهاز المخابرات العامة بعد أن تعافا من فترة حمدوك حميدتي وحققا الانتصارات التي نشهدها اليوم…
مناسبة هذه الزواية هي الحدث الكبير الذي تم بالأمس بتخريج كوكبة جديدة من ضباط جهاز المخابرات العامة الدفعة (21) بمدينة بورتسودان بحضور رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق محمد ابراهيم مفضل الرجل الذي ظل يعمل في صمت بتفاني كامل محققا إنتصارات غير مسبوقة في ظل هذه الظروف العصيبة…تخريج دفعة جديدة من ضباط جهاز المخابرات يعني الكثير بعد هذا التوقف القسري كما حاجة الوطن تظل متزايدة لتقوية أجهزتنا الأمنية بمختلف مسمياتها وبدون أمن لا توجد حياة والاستفادة من التجارب تظل هي سياسة العقلاء فالأجهزة الأمنية هي ملك للوطن وليس للحكومات أيا كانت فالذي يسعي لتدميرها من اجل الحكم هو حال من يأخذ أصبعه ليفقأ بها عينه طوعا أو كرها..
عودة الحياة والاستفادة من التجارب بتخريج كوكبة جديدة من ضباط جهاز المخابرات العامة تظل نقطة تحول كبري ويجب ان تتمدد بسرعة لتشمل الجيش والشرطة وكذلك أجهزة الخدمة المدنية لأنها جميعها كانت أهدافا لحكومة حمدوك ومن عاونه داخليا وخارجيا…ولابد من التنسيق الكامل بين كل هذه الاجهزة الأمنية لكي تقوم بدور متناغم في الحفاظ علي الوطن وان كانت من رسالة أخيرة فهي لجهاز الشرطة بأن يعود الي الساحة والحفاظ علي الأمن الداخلي في الأحياء والمدن والمؤسسات بعد الغياب الطويل الذي تمت خلاله استباحة المنازل والدور بواسطة المليشيا ومن تعاون معها..فهل نسمع قريبا بإنتشار مراكز بسط الامن الشامل في الأحياء حتي يطمئن المواطن ويعود…فالأمن مقدم علي الماء والكهرباء وحتي الأكل والشرب..فعلي كل جهاز من أجهزتنا الأمنية ان يقوم بدوره كاملا حتي تعود الحياة كما نريد..
ختاما التحية للفريق مفضل وهو يشرف علي تخريج دفعة جديدة تعتبر اضافة نوعية حقيقية ومطلوبة في هذا التوقيت للعمل جنبا الي جنب مع الجيش والمشتركة والشرطة لحماية الوطن وتحريره كاملا من دنس التمرد والارتزاق..