اسامة عبدالماجد
الذي حدث من قيادة وزارة الخارجية يستدعي التدخل العاجل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لحفظ ماتبقى من سمعة البلاد .. ماجرى جريمة دبلوماسية كاملة الاركان مست هيبة وامن السودان.. السكوت على المهازل والمخازي افقدنا الهيبة التي كان معروفا بها السودان عند الدول الشقيقة والصديقة على وجه الخصوص.
¤ وقعت الجريمة في السعودية.. المتهم الاول فيها وزير الخارجية علي الصادق.. تعود الحكاية الى تقديم عادل بشير حسن اوراق اعتماده لخادم الحرمين الشريفين سفيرا لدى المملكة في مارس 2021 ..بلغ سن المعاش مثل عدد من السفراء في السنوات الاخيرة مما احدث هزة في العمل بالوزارة.. المرحلة بعد 2019 فوضوية.. حيث تم نقل سفراء على اعتاب المعاش، لمحطات خارجية واخرين بالمعاش نقلوا لسفارات.
¤ تم التمديد له وهو امر متعارف عليه.. وفي العادة يكون عند بلوغ السفير سن المعاش او انتهاء المدة.. وفي الاخيرة يكون لنجاحاته في تطوير علاقات البلدين.. كما تم لعدد من السفراء الذين احرزوا نجاحات واضحة في عدد من المحطات.. في حالة عادل لم يكن هناك من مبرر.. لم تشهد فترته اي تطورا او عملا ملموسا، على كل حدث ماحدث.
¤ انتهى التمديد لفترة العام في ديسمبر 2022م.. ومع ذلك ظل مقيما بمقر الحكومة السودانية المخصص لاقامة السفير لوقت قريب دون وجه، مستفيدا من كل الخدمات والسيارة والعاملة الفلبينية وكل الامتيازات الدبلوماسية المخصصة للسفير.. حدث ما لم يكن في حسبان الوزير والسفير.. طرقت الاستخبارات العامة السعودية باب مقر اقامته وطلبت منه بطاقته الدبلوماسية المنتهية.. وسألته عن طبيعة اقامته وقانونية وجوده على اراضي المملكة.. وطلبوا منه مقابلة الخارجية السعودية.. شهدت الاستخبارات السعودية في حقبة خالد الحميدان منذ تولي الملك سلمان قيادة المملكة تطورا لافتا.. وطبيعي ان ترصد الوجود (الغريب) للسفير (المريب) !!.
¤ لن نتساءل عن سبب اقدام السفير على القيام بتلك الجريمة وانهاء حياته الدبلوماسية بتلك الصورة المهينة للسودان، قبل شخصه.. المشكل ليس فيه وانما الوزير المجامل ووكيل الوزارة السفير دفع الله الحاج علي ، (المطنش).. وبحسب معلوماتنا ان رئاسة الوزارة وتحديدا القائمين على الاختصاص ظلوا يرسلوا البرقية تلو الأخرى للسفير لتسليم المتعلقات واخلاء المنزل إعمالاً لقانون المعاشات.. بيْدَ أن الاتصالات مصحوبة بتوجيهات للسفارة بالرياض تطلب منهم عدم مضايقة السفير.. ظلت محطة الرياض علي اهميتها شاغرة حتى اليوم بما اغري السفير بالبقاء ربما تحت وعود الوزير بالتمديد له.
¤ ان لوائح الوزارة تمنح الوزير حق الاقامة ، فترة الاجازة النهائية ومدتها ثلاثة اشهر وهي تسبق تاريخ بلوغه المعاش، وليست بعده.. لانه عادة بعد ترشيح البديل تاخذ اجراءات القبول وقتا ليس بالقصير حسب الدولة.. وهو اصلا يكون من تاريخ نزول سلفه للمعاش.. وحسب الضوابط يتم الترشيح عادة قبل نحو ثلاثة اشهر من تاريخ نزول السفير للمعاش او انتهاء مدته.
¤ وجد السفير بالسعودية الحكاية (سايبه)، وهكذا أستمر وطاب له المقام، دون وجه حق مقيماً في منزل السفير ومستغلا كافة الخدمات.. وفي احايين كثيرة يداوم في السفارة.. الي ان تدخل الامن السعودي .. يا للفضيحة.
¤ للاسف هذة الفوضي وهذا الوضع المختل ليس وقفا على الرياض فقد فعلها السفير السابق في الامارات محمد امين الكارب الذي مكث بمقر سكن السفير لنحو عام وما كان ليبقى لولا انه حظى بحماية من الوزير او الوكيل.. وقريبا من ذلك انتهت خدمة السفير برومانيا صديق بولاد ومازال مقيما بالمنزل.. وربما ينتظر توسط الوزير له للحصول على فترة تمديد لمدة عام.
¤ هي ظواهر تخالف صريح القوانين وتستوجب المحاسبة لمن أقترفها ومن وافق عليها.. كما أنها تناقض الأخلاق المهنية والقيم المرعية.. فكيف لشخص إنتهت خدمته بالقانون أن يسكن في المنزل الحكومي ويمال كافة الامتيازات، أي سفراء هؤلاء.. ثم من فوض الوزير للتلاعب بالمال العام وموارد الدولة بتسخيره بهكذا صورة.. لكننا في زمن التسيب والفساد.
¤ هي افعال اجرامية لا تقل عن التي قامت بها المليشيا من تشوية لسمعة البلاد.. وان اختلفت الوسائل، يكفي عشرات المحطات الشاغرة من وجود السفراء في وقت احوج ماتكون بلادنا لايصال صوتها وفضح المليشيا وحجم التأمر الخارجي..في وقت تعج الوزارة بعدد من الكفاءات الوطنية من السفراء الذين شهدت لهم عددا من المحطات التي عملوا بها وظل بعضهم لاكثر من ستة سنوات لم ينقلوا لأي محطة.
¤ ومهما يكن من امر.. سنواصل كشف المستور في وزارة بلا اسوار.