إذا عرف السبب / أسامة عبدالماجد

جاهزية سرعة حسم


اسامه عبد الماجد

¤ شاهدت مقطع فيديو يظهر بسالة قوات العمل الخاص وهي تقوم بسحق عناصر المليشيا في عمل وطني كبير في احد الاحياء وقد تناثرت جثثهم كما الطير.. احد الابطال ردد وبحماسة (ديل المليشيا وتاني ماتقولوا جاهزية سرعة حسم).. صدق الفدائي.. كانت المليشيا (جاهزة) للغدر بالقوات المسلحة.. وكانت تريد (الاسراع) في تنفيذ مخطط الاستيلاء على السلطة في محاولة السيطرة على إدارة الدولة.. و(حسم) الموقف لصالح تنفيذ الأجندات الخارجية.. ومثلها قحت فالمحصلة واحدة اختطاف الوطن وتفتيته..
¤ عدد من الوزراء اختفوا منذ اول طلقة.. ومنهم من انحاز الى التمرد مثل وزير الثروة الحيوانية حافظ ابراهيم وهو اصلا صنيعة مليشاوية.. واخرين لم نسمع بهم طيلة الاشهر الماضية مثل وزراء العدل ، الطرق.. واخر ظل مختفيا لاربعة اشهر مثل وزير الخارجية علي الصادق.. ظهر وكأنه لايزال غائبا.
¤ مع الحرب واستمرارها تمايزت الصفوف.. ان
الوطنية ليست قدرا يهبط من السماء.. هي شعور وجدان وغير قابلة للقسمة على اثنين.. هناك من لبوا النداء وخاضوا المعارك بالدماء.. وهناك من كانوا اوفياء مثل وزراء المالية جبريل ابراهيم، رغم حالة الضجر من اداء الوزارة التي (عصرت) على المواطن، الداخلية الفريق خالد حسان رغم غياب الشرطة وهو مبرر في تقديري اما وزير الصحة د. هيثم محمد يقوم بمجهود كبير مع قلة الامكانات.
¤ في الفضاء الخاص تدافع عدد من رجال المال والاعمال لمناصرة القوات المسلحة.. مثل هشام السوباط الذي حرقت المليشيا مصانعه وشركاته التي تعمل في مجالات حيوية.. وتجده صابرا ومحتسبا داعما الجيش.. وكذلك اشرف سيد احمد الكاردينال الذي قطع رحلة خارجية له ربما كان سيجني من ورائها اموالا طائلة.. وعاد الى القاهرة ليلتقي الرئيس البرهان في مدينة العلمين المصرية.. وضع مجموعة الكاردينال وعلاقاته الواسعة في افريقيا تحت تصرف الجيش والدبلوماسية السودانية.. وكذلك مجموعته الاعلامية والتي هي اسم على مسمى (البلد) وتديرها باقتدار الزميلة فاطمه الصادق التي تقف مع الجيش في خندق واحد
¤ تسابق الجميع للدعم والمناصرة على كافة المستويات.. اظهرت مؤسسات قدر عالي من المسؤولية والوطنية مثل تاركو للطيران.. لم تتاخر في تأدية الواجب وتلبية النداء.. قامت باستجلاب عشرات الاطنان من المساعدات الطبية عبر طائراتها.. كانت بلادنا احوج ماتكون اليها.. كانت الاستجابة العاجلة من اسرة تاركو ، عندما اطلق احد الزملاء نداء طالبا مد يد العون.. وتصدت للمهمة بنقل سيور ماكينات ومستلزمات غسيل الكلى الى السودان مجانا.
¤ بجانب نقل معدات مصنع الجوازات سيما وقد تقطعت السبل بالآف من السودانيين من المرضى والطلاب والاسر .. وعجزوا عن مغادرة البلاد بسبب فقدان الاوراق الثبوتية وهم قي حاجة ماسة لمغادرة السودان.. استوقفتني مبادرات تاركو رغم الاذى الذي طال قيادتها وملاحقتها باستخدام النفوذ لتطويع القانون لمصالحهم الخاصة.. ماتقوم به تاركو يثير فينا الاعجاب والتقدير لقيادتها ممثله في المدير العام سعد بابكر الذي تغلب على جراحاته الخاصة مثله والسوباط من اجل المساهمة في مداوة جرح الوطن الغائر بفعل الهجوم الغادر.
¤ ان دور رجال الاعمال يستحق وقفة وبعضهم الذي يمتلك واجهات اعلامية.. كانت يوما داعمة للمليشيا وقحت توارى عن الانظار منذ تمرد آل دقلو وآثر الصمت.. لا مجال للدوران في دوائر التخاذل.. وجدوا فيالمليشيا مرتعا خصبا مارسوا فيه هواية الانتهازية.. الان يجب التعاطى معهم بشكل جاد عند تقييم مواقفهم المخزية.. ان التاريخ يسجل المواقف، والثابت لا يتزعزع.. ونحن نعيش لحظات فارقة من تاريخ السودان. تستدعي التمحيص.
¤ ومهما يكن من امر.. ستحلق طائرات النصر وستهبط في مدرج الكرامة.. ولن يدخل خائن او متامر او متواطئ عبر صالة العزة والشهامة والمروءة.

اترك رد

error: Content is protected !!