على شط النيل / مكي المغربي

ترك للسيادي وجبريل للوزراء، انتصروا للوطن، واغلقوا (باب الشر)!

مكي المغربي

لا يخالجني شك أن اختيار عقار نائبا لرئيس المجلس السيادي كان قرارا سليما ولو تلاحظون أن ما يسمى بالمجتمع الدولي حتى الدول المتواطئة مع التمرد ما في زول قال “بغم”!
أعتقد أن الخطوة المطلوبة حاليا والتي لا تقل أهمية عن الأولى هي تعيين الناظر محمد الأمين ترك عضوا في المجلس السيادي .. هذا الرجل الوطني الغيور البسيط الذي يجوب مناطق مسئوليته في “حل المشاكل” وحقن الدماء، ولديه في ذلك إرث وخبرة ومران، ثم تدهمه الغفوة بعد يوم طويل مرهق في البوادي فينام على الرمل، ويشد الرحال إلى منطقة أخرى.
هذا سر الإجماع عليه، أنه متاح ومتوفر لمكونات الشرق، لم يحمل يوما السلاح، لم يقتل، لم يأوي مخطئين ولا خاطئين حتى من رعاياه، لا يأتي بورتسودان إلا لأداء الواجب ثم يغادر مساءا ليستعصم بسنكات، ليس لديه ولا شبر واحد في عاصمة الولاية، ولكن كل بيوت أحبابه وقلوبهم في الشرق الحبيب وفي السودان الكبير مقرا لسكنه.
إغلاق ملف الشرق يتم بدخول ترك للسيادي وقيادته لأوسع وأكبر مصالحة، يقدم فيها شرقنا الحبيب نموذجا في السلام كما قدم لنا درسا في التربية الوطنية.
أيضا من الترتيبات المهمة ضرورة تعيين رئيس وزراء لحكومة تصريف أعمال.
كتبت من قبل .. هذا السوق المفتوح لبيع السودان والتدخل الأجنبي فيه وتمويل التمرد وكل “الخبائث الدولية” لن يتم إغلاقه طالما هنالك فراغ سياسي وتنفيذي، هذا الفراغ هو ما يغري بتدفق التمويل للحرب لأن الرسالة من السودان .. نحن عاجزين .. واصلوا التدخل والاستقطاب، لديكم فرصة لإحتلال الوطن .. أرسلوا المسيرات .. مولوا إسقاط المدرعات وغيرها … للأسف كل هذا الطمع سببه الفراغ الموجود.
جائت في ذهني ترشيحات لرئيس الوزراء ولكنني قلت الأفضل أن أبدأ بالمعيار وليس الأشخاص، من هو أنجح وزير حاليا؟ ومن هو أنجح والي حاليا؟
لدي قناعة راسخة بسياسة التحرير الاقتصادي التي ينفذها جبريل ابراهيم، وأعجبني جدا موقفه الوطني الصارخ في حسم المراوغين من حركة العدل والمساواة والذين اقتربوا من قحت والمليشيا ومن يدفع لهما.
أنا غير مقتنع بأوهام أن الخارج لا يريد جبريل، هذا يحدث لأن السوق مفتوح وفيه خيارات رديئة بالنسبة للسودان جيدة بالنسبة لهم، ولكن إذا علموا أن السوق مغلق على الخيارات الوطنية داخل حدود جمهورية السودان، ومن صمد أثناء فترة الحرب العصيبة، جبريل هو الخيار الأقرب للخارج والداخل.
للأسف لم يسعفني الوقت للتقصي حول من هو أفضل الولاة، لكن من ناحية الخطاب جماهيري أعجبني الوالي والضابط التنفيذي السابق والي نهر النيل محمد البدوي عبد الماجد، أما من ناحية عمل على أرض الواقع أحتاج لرأي مواطن الولاية.
على ذكر الحكم المحلي لا بد من الإشادة بالسيد وزير الحكم الاتحادي، وجولاته الولائية الميدانية، هي دليل نجاح ودأب وعمل، لا سيما وأن الوزير كرتكيلا لديه تجربة سابقة للإنتقالية، مهمة كرتكيلا في ظروف الحرب تقريبا هي رئيس وزراء ميداني.
حواء والدة .. هذا البلد فيها 133 محلية ولا أحد يستطيع إقناعي أن من خدموا في هذه المواقع وعددهم بالمئات لا يمكن أن نجد فيهم عباقرة، لا بل يوجد، وهنالك من يطالب بهم أهلهم وهم من أعضاء المؤتمر الوطني والاسلاميين ومع ذلك مرغوبين ومحبوبين أكثر من أدعياء التغيير، ومع هذه المطالبة الشعبية يسقط تماما موضوع الإقصاء، لأن الرأي للجماهير، والعبرة بالتجربة لا التنظير.
ولو اتبعنا الوصفات الخارجية والقحاتية سنستمر في درب الضياع، الذي جعل حكومتنا نازحة ووزرائنا مهاجرين، وقائدنا في صف النار والحصار.
لديكم نموذج معتمد باو في الانقسنا عبد الغني إدريس الذي أنجز في وقت الحرب، وتصالح مع جميع الاطراف، لديكم نموذج المك والمعتمد داود أبوكلام من الجبال الستة الذي جمع بين الصحافة والإدارة الأهلية والسياسة والحكم المحلي.
كتبت من قبل عن الوزير الشريف الأمين الشريف صديق الهندي، هو فخر الجزيرة والاتحاديين والسودان، ولا قيمة بتصنيفه الحزبي، لأن توجهه القومي يتجاوز كل هذا.
كتبت قبل زمن طويل عن عبد الله مسار، وتأكد موقفه الوطني المشرف في نصحه الجهير لحميدتي قبل الحرب أن الجيش السوداني خط احمر، ولكن عبد الرحيم دقلو ومن وراءه في الخارج، ومن معه من قحت وغيرهم أعماهم الطمع، يا ليتهم انصتوا لما نصحهم به مسار.
مسار رجل ناجح في فترة حكمه واليا على نهر النيل، دخل فيها وهو ضيف من خارج الولاية، وخرج وهو محبوب المواطنين والمزارعين، وارجعوا لمقالي عنه.

اترك رد

error: Content is protected !!