على شط النيل / مكي المغربي

الهولوكوست المتجدد!

مكي المغربي

بعد 90 عاماً، نكتشف نحن العرب أن إنكار «الهولوكوست ومعاداة السامية» كان خطأً، لأنه يحدث حالياً لنا ولأرضنا. لقد كان الإنكار خطأ كبيرا، مثل الاستهانة بفيروس كورونا في أمريكا عندما بدأ يحصد الأرواح في الصين، تمت تسميته تهكما “كونج فلو” في أمريكا، ثم قتل الوباء مليون مواطن أمريكي.
سبب الهولوكوست كان أخطر من مجرد “معاداة السامية” لأنه بدأ بتفوق العرق الآري إلى حد إبادة الألمان المعاقين حتى تتأكد الحكومة من نقاء العرق الآري مما تراه “نسخا فاشلة”، ثم تطور الأمر لتطهير الأرض من الأجناس الأخرى، ولذلك تم إبادة اليهود بلا رحمة وقتل آخرين أيضًا.
وتتبنى الحكومة الإسرائيلية الاتجاه نفسه الآن، وهو تطهير غزة من الفلسطينيين عن طريق كنسهم إلى سيناء في مصر.
الأصوات في أمريكا والغرب المؤيدة لهذا المخطط الإجرامي، تفعل ذلك ليس لأنها تكره الفلسطينيين أو المصريين، بل لأنها تؤمن بتفوق الإسرائيليين على العرب، والحفاظ على هذا التفوق من خلال تلميعه بالممارسة الديمقراطية في إسرائيل (ديمقراطية انتخاب المستوطنين المتطرفين لمصادرة المزيد من الأراضي).
ولذلك، فالصحيح أن الغربيين وبالذات مجموعات من الأمريكان وقعوا في فخ الإيمان بالتفوق الإسرائيلي.
إذا نظرت إلى أسباب الهولوكوست من هذا الجانب وسمعت تصريحات العديد من الجماعات الغربية حول التفوق الديمقراطي للإسرائيليين على العرب، لعلمت أن الحديث عن التهجير القسري إلى سيناء ليس مجرد «تهويش»، هو الثمرة المرة لادعاء تفوق بشر على بشر.
وبالمناسبة، هذا التفوق المزعوم هو على كل العرب، بما في ذلك (الأغرار الجدد) في السياسة الدولية الذين تصوروا أن الوقوف مع الحلول الإسرائيلية بتواطؤ مشبوه سيجعلهم آمنين، وهذا وهم مثل وهم أي يهودي في زمن هتلر أنه لو وقف مع النازيين لنجا منهم، بينما هتلر يقتل الألمان أنفسهم لنقص عضو في جسمهم فكيف يترك من ينقصه البدن الآري كاملا.

اترك رد

error: Content is protected !!