ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

تدخل مصر الحميد



د.عادل عبدالعزيز

دعت مصر لقمة لدول جوار السودان تعقد بالقاهرة يوم 13 الجاري برعاية رئيس جمهورية مصر العربية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، دول جوار السودان هي الأكثر تأثراً بالحرب في السودان، ذلك لأن حدوث اختلال أمني كبير في السودان سوف ينتقل بالتأكيد للدول المجاورة له، في حال استمرار الحرب.
يعتبر تدخل مصر تدخلاً حميداً، ذلك لأن مصر عبرت بوضوح عن حرصها على عدم تفكك الدولة السودانية. وعن رؤيتها الواضحة حول وجود جيش سوداني واحد موحد قوي.
الجيش السوداني شارك الجيش المصري في حرب 1967 وفي فترة حرب الاستنزاف ما بين عامي 1968 الى 1970 وشارك في حرب رمضان 1973، اختلطت الدماء السودانية بالمصرية في هذه الحروب الكبيرة. استضاف الجيش السوداني سلاح الجو المصري كما استضاف الكلية الحربية المصرية بعد حرب 1967، العشرات من الضباط السودانيين تلقوا تدريباتهم بمصر، والعشرات من الضباط المصريين تدربوا بالسودان، وكان لي شرف تدريس مجموعات من الضباط المصريين بكلية الدفاع بالأكاديمية العسكرية العليا بأمدرمان. ظل السودان وسيظل عمقاً استراتيجياً لمصر، وظلت مصر وسوف تظل عمقاً استراتيجياً للسودان.
من جانب آخر فإن نشوب الحرب المفاجئ في السودان جعل مئات الآلاف من السودانيين يتجهون لمصر طلباً للأمان، فاستقبلتهم بكل الحب والمودة، الأهل في أسوان وكل المدن المصرية استقبلوا السودانيين وفتحوا لهم الدور والقلوب.
قبل الحرب في العام 2022 كان التبادل التجاري بين مصر والسودان 1.4 مليار دولار، كأكبر تبادل تجاري للسودان مع أي من دول الجوار على الاطلاق. وبعد الحرب استمر انسياب السلع المصرية للسودان، حتى سلع الأمن الغذائي، مثل الدقيق وزيت الطعام، التي تجاهد مصر في انتاجها واستيرادها، لم تبخل بها على السودان تقديراً لظروفه.
مبادرة مصر لعقد قمة دول الجوار السودان هي الأجدى والأنجع لمعالجة القضية السودانية، وسوف تجد مقرراتها التنفيذ، لسبب بسيط هو أن السودان سوف يكون مشاركاً فيها، عكس مقررات اللجنة الرباعية التي انعقدت بأديس أبابا، ولم يشارك فيها السودان، فأصبحت مقرراتها هباءً منثورا.

اترك رد

error: Content is protected !!