أعلنت عدد من المواقع الإخبارية المصرية عن البدء في روسيا بإنتاج معدات أول محطة للطاقة النووية في الضبعة في مصر، حيث قام الوفد المصري برئاسة رئيس هيئة محطات الطاقة النووية المصرية (NPPA) أمجد الوكيل بزيارة عمل إلى محطة لينينغراد للطاقة النووية والشركات الروسية لبناء الآلات التي تصنع معدات لمحطات الطاقة النووية كجزء من تنفيذ المشاريع الأجنبية بشركة روساتوم الحكومية.
تتكون محطة الضبعة، وهي أول محطة للطاقة النووية في مصر، من وحدات طاقة بمفاعلات VVER-1200 الروسية من الجيل الثالث (4 وحدات بسعة 1200 ميجاوات لكل منها). أي ان انتاج المحطة الكلي يبلغ 4800 ميجاوات، وهو يمثل 25% من احتياجات مصر من الطاقة الكهربائية.
حسب بعض العلماء المتخصصين الذين تحدثت معهم توجد تكنولوجيات مختلفة لمحطات الطاقة النووية. منها التكنولوجيا الامريكية وتمثلها مفاعلات الماء المضغوط وهي نفس التكنولوجيا التي تصدّرها كوريا الجنوبية. أما التكنولوجيا الاوروبية فتمثلها في الغالب مفاعلات الماء المغلي. وتوجد التكنولوجيا الكندية وتمثلها مفاعلات الماء الثقيل. وتوجد التكنولوجيا الروسية وتمثلها مفاعلات ال VVER.
عادة تتكون المحطة من عدد من الوحدات تكون لكل وحدة قدرة محددة. تتكون كل وحدة من مكونات هي قلب المفاعل والغلايات والتوربين. تختلف التكنولوجيات المختلفة في تصاميم تلك المكونات المختلفة واليات انتاج البخار لإدارة التوربينات.
شركة روساتوم هي الشركة الروسية القابضة المسؤولة عن تصدير تكنولوجيا المفاعلات الروسية. في السابق واجهت التكنولوجيا الروسية العديد من التحديات، ولكن حديثاً تم عمل تعديلات في التصاميم بالوحدات الحديثة بحيث توفر أمان أعلي وقدرات عالية مع تحديث أنظمة التشغيل.
يعتمد اختيار الدول المستوردة للتكنولوجيات بناءً علي التسهيلات والدعم الذي تقدمه الدول المصدرة، مثل عمليات التزويد بالوقود، وعمليات التخلص من النفايات النووية والوقود المستنفذ، وعمليات الصيانة والتجديد، وطرق السداد.
يعتبر مشروع الضبعة من المشاريع القديمة والتي واجهتها العديد من العقبات. ويتطلب تنفيذ مثل هذه المشاريع وجود ١٩ عنصر تمثل البنية التحتية المطلوبة للمشروعات النووية وتشمل: تبني الدولة للتوجه النووي، سن القوانين والضوابط، وجود هيئات مشرفة ذات قدرات عالية، اشراك القطاع الخاص، وجود عمال مهرة وشركات محلية مؤهلة، وغيرها من العناصر.
يتم تصنيع الوحدات بدول المنشأ تحت متابعة الدول المستفيدة وبالتوافق مع القوانين.
ومعلوم أن روسيا تبني ايضاً محطة مشابهة لمحطة الضبعة بتركيا وقد قاربت على الانتهاء.
هذا التطور التقني والتنموي في الشقيقة مصر مما يفرح القلب، ويبث الأمل في قدرات وامكانيات الدول العربية، ومعلوم أن لدولة الامارات العربية المتحدة محطة نووية في طور الانشاء كذلك.
في العام 2018 قامت الهيئة الدولية للطاقة النووية بإرسال بعثة لتقييم إمكانيات السودان، وقد وجدت أن السودان قد انهي المرحلة الاولي المتعلقة بالتشريعات والقوانين والهيئات الحاكمة. وقد تقدمت روسيا للسودان بمشروع المحطات النووية العائمة بوحدات صغيرة. ولكن لم يتم اكمال المشروع.
بالنسبة لنا في السودان نقترح توحيد الجهود ما بين منظومة الصناعات الدفاعية، والهيئة السودانية للطاقة الذرية، بحيث توفر الهيئة السودانية للطاقة الذرية المتطلبات الفنية والدولية والسيادية، وتوفر منظومة الصناعات الدفاعية متطلبات التمويل والاستثمار. والله الموفق.