ما وراء الخبر / محمد وداعة

ايام .. فى مروى الصمود

محمد وداعة

  • * في عيونك ضجة الشوق والهواجس و ريحة الموج البنحلم فوقو بى جية النوارس
    * استعدادات و امكانيات دفاعية متقدمة لردع اى عدوان محتمل من المليشيا المتمردة
    * المجموعة التى اعدت نفسها للاحتفال بنجاح الانقلاب هى نفسها التى تبنت شعار لا للحرب فيما بعد
    * الهلال الاحمر المصرى اول من يستقبل الوافدين بالترحاب و الماء و الغذاء و الخدمات الطبية

  • كنت فى السودان ، و اشكر كل الاصدقاء و القراء الاعزاء، على السؤال فى القروبات و فى الخاص عن اسباب الانقطاع ، كانت اسئلة و تساؤلات الاهل فى مروى ودنقلا دافعآ قويآ للسفر ، واسبابآ اخرى منها الخاص و العام ، و منها ( ليس من رأى كمن سمع ) ، تشرفت بمقابلة القابضين على الجمر من المسؤلين فى الولاية ، ومن القوات النظامية ، و التقيت القيادات السياسية و الاهلية و المجتمعية ، و قيادات الهيئة الشعبية لدعم القوات المسلحة ، وقيادات الهيئة الشعبية للشمال ، و مقابلات اخرى ، وزرت ما استطعت اسر الشهداء من العسكريين و المدنيين، واستمعت الى عدد من المتطوعين والمستنفرين ، ورأيت الاستعدادات و الامكانيات الدفاعية التى اعدتها الولاية و الجهات المختصة لمواجهة اى عدوان محتمل من المليشيا المتمردة ،
    اهل مروى خاصة و الشمال عامة و القوات المسلحة و الاجهزة النظامية الاخرى ، يفخرون بانهم كانوا اول من كسر شوكة قوات الدعم السريع ، و هزموها عسكريآ و نفسيآ ، المليشيا المتمردة ومنذ يوم 12 ابريل حاصرت المطار و القاعدة الجوية و هاجمت المطار يوم 15 ابريل فى تزامن مع هجومها على القيادة العامة و القصر والاذاعة و التلفزيون و مراكز عسكرية اخرى كانت تتواجد فيها منذ 11 ابريل 2019م ، بعد خديعة و تضليل صاحب اتصالات لسحب القوات المتمردة من مروى فى 14 ابريل ، حيث استمع المسؤلين فى الفرقة (19) و اعضاء من الهيئة الشعبية لحديث عبر الهاتف من قائد القوات المتمردة حميدتى يعد فيه بسحب قواته من مروى ، وبدلآ من ذلك ، و بعد وعوده بساعتين وصلت 40 عربة قتالية اخرى الى مروى ،
    اعترافات بعض المتمردين و عملاءهم من المدنيين ، افادت بانهم كانوا يعدون انفسهم للخروج فى تظاهرات التأييد ( لاستعادة التحول الديمقراطى ) بعد بيان الاستيلاء على مروى و المطار و القاعدة الجوية ، متزامنآ مع السيطرة على القيادة العامة ، و مع الاسف كانت هذه المجموعة التى اعدت نفسها للاحتفال بنجاح الانقلاب هى نفسها التى تبنت شعار لا للحرب فيما بعد، هذه المجموعة قليلة العدد من طيف داعمى الاتفاق الاطارى و رافعى شعار استعادة التحول الديمقراطى بواسطة الانقلاب ، انزوت او اخفت نفسها ، تتحاشى مقابلة المواطنين ، الذين لم يعد يخفون بغضهم و سخطهم عليهم ، اعتزلوا الناس فعزلوهم ، دون اخلال بقواعد السلام المجتمعى، و التأكيد على رتق النسيج الاجتماعى ،
    دنقلا و مروى ، وتاريخ عريق فى ادارة و تنظيم حياة المواطنين ، استقبلت اضعاف سكانها واظهرتا تماسكآ و تكافلآ منقطع النظير،احتضنت مئات الالاف من الاقارب و الاهل و عموم الاسر السودانية من شتى بقاع السودان ، من بينهم من يستعد للعودة الى الخرطوم مقاتلآ بعد ان كان وافدآ ، شعارهم ( يا الدعم يفوت .. يا نحن نموت )، طائرات تجوب الاجواء فى عموم المناطق و حتى الصحراء شرقآ و غربآ ، علمت انها طائرات استطلاع ، ووحدات للانذار المبكر ، و اشياء اخرى لا يمكن الافصاح عنها ، مع وعى شعبى مساند لخطط الاجهزة الرسمية و الامنية ، مما افشل محاولات العدو لزرع الخلايا النائمة لبث الشائعات والتخذيل و جمع المعلومات،
    يوميآ تدخل عشرات البصات حاملة العائدين طوعآ و اختيارآ من مصر ، بينما تعود شبه فارغة و اغلبهم من طالبى العلاج او التجار، شباب يتحدثون بثقة عن ان رحلتهم ستنتهى الى ديارهم حيثما كانت ، الهلال الاحمر المصرى اول من يستقبل الوافدين بالترحاب و الماء و الغذاء و الخدمات الطبية ، شرطة المعابرمنتهى الرقى فى التعامل لتسهيل العبور فى دقائق مع التمنيات باقامة طيبة ، شكرآ مصر على كل ما قدمته و تقدمه للشعب السودانى،
    امتنانى و تقديرى لكل من تفقدنى ، هذا ما يثلج صدرى ، شكرآ لكل الاعزاء
    نواصل ….،
    9 نوفمبر 2023م

اترك رد

error: Content is protected !!