الصين العالم العربي

المنتدي الصيني العربي للإصلاح والتنمية يستعرض تنفيذ نتائج القمة العربية الصينية الاولى وبناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية

شنغهاي

الخرطوم : رصد الرواية الأولى – شانغهاي

أقيمت الدورة الرابعة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، برعاية وزارة الخارجية الصينية ومركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الثلاثاء في بلدية شانغهاي بشرقي الصين.

وحضر المنتدى مسؤولون حكوميون وخبراء وباحثون من الصين والدول العربية، بهدف التباحث والتدارس حول تنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى والعمل بكل الجهود على بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد.

وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، قال تشاي جيون، مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضايا الشرق الأوسط، إن العام الجاري يصادف الذكرى الـ10 لمبادرة “الحزام والطريق”، كما إنه عام الانطلاق للعمل على تنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى، مؤكدا أنه وعلى مدى السنوات العشر من التشاور والتبادل، قد أصبحت مبادرة “الحزام والطريق” منفعة عامة دولية لاقت إقبالا واسعا، وأيضا أكبر منصة للتعاون الدولي، وفيما نبعت مبادرة “الحزام والطريق” من الصين، إلا أن فرصها ونتائجها تخدم العالم برمته.وفيما يتعلق بثمار التعاون في مختلف المجالات بين الصين والدول العربية، أشار تشاي إلى أن الصين ما برحت أكبر شريك تجاري للدول العربية، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 430 مليار دولار أمريكي في عام 2022، بزيادة بنسبة أكثر من 30 في المائة على أساس سنوي، ما يعادل ضعفي ما كان عليه قبل 10 سنوات، مضيفا أن رصيد الاستثمارات المباشرة المتبادلة بين الصين والدول العربية تجاوز 30 مليار دولار أمريكي، بزيادة نحو 3 أضعاف عما كان عليه قبل 10 سنوات، كما استوردت الصين 270 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، وهو ما يمثل منذ فترة طويلة نصف حجم الواردات الصينية من النفط الخام من العالم.

وتابع تشاي أن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب العربي لانتهاز فرصة تنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى، وخاصة “إعلان الرياض للقمة الصينية العربية الأولى” و”الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية” و”الأعمال الثمانية المشتركة” للتعاون العملي الصيني العربي، بغية زيادة متانة وقوة التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، ومواصلة التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية ليصبح طريقا للسلام والتنمية، والانفتاح والتسامح، والابتكار الأخضر، والاستفادة المتبادلة.

من جهته، قال عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إن مبادرة “الحزام والطريق” قطعت شوطا طويلا مع الدول العربية، حيث وقعت 21 دولة عربية ومنها العراق وثائق تعاون مع الصين بشأن البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، وتم دمج المبادرة مع استراتيجيات التنمية لمختلف الدول العربية، أما في العراق، فتم إقرار مبلغ مليار دولار أمريكي في موازنة الدولة للأعوام 2023-2025 تحت عنوان “الاتفاقية الإطارية العراقية الصينية”، مشيدا بأن الصين لا تطرح ضمانات لنفسها على حساب شركائها، بل تطرح الضمانات لها ولشركائها على حد سواء.

وناقش الخبراء والباحثون المشاركون في المنتدى باستفاضة محورين هما: “تنفيذ مبادرة التنمية العالمية واستكشاف طريق التحديث المستقل” و”التعاون في بناء الحزام والطريق بجودة عالية، والدفع برفع مستوى التعاون الصيني العربي”.

وفي هذا السياق، أشاد المشاركون في المنتدى بالنتائج المثمرة للتشارك في بناء “الحزام والطريق”، والذي يتوسع نطاقه من المجالات التقليدية مثل الطاقة والتجارة والاستثمار والبنية التحتية إلى المجالات الناشئة مثل الاتصالات والطاقة النووية والفضاء، مؤكدين على أن التعاون بين الصين والدول العربية شهد تطورات جديدة في مجالات التنمية الخضراء، والثقافة والتعليم، والأخبار والإذاعة والتلفزيون، والتبادلات الشبابية، والصحة، ما يعود بالنفع على الشعبين الصيني والعربي على نطاق واسع، كما حازت العلامات التجارية الصينية والتكنولوجيا الصينية على تقدير الشعب العربي.وأقيمت الدورات الثلاث للمنتدى في أعوام 2018 و2019 و2022 على التوالي، ما وفّر منصة مهمة لتبادل التجارب والخبرات حول الإصلاح والتنمية والحوكمة بين الجانبين الصيني والعربي. 

اترك رد

error: Content is protected !!