فيما أرى / عادل الباز

المتآمرون يتحدثون!



عادل الباز

في بداية مقالي (تحالف المتآمرين) تساءلت “هل تريدون أن تعرفوا من هم المتآمرين؟ مهلاً.. ستعرفونهم بسيماهم وتصريحاتهم ومواقفهم قريباً.. إلا أنني معني حالياً بالأغطية التي يتدثرون بها ليحقنوا جسد الوطن بسمومهم”، ولكنهم لم يلبثوا إلا قليلا حتى خرجوا من جحورهم لنسمع حشرجتهم، وليؤكدوا تآمرهم المرة تلو الأخرى.
‎من هم وما القصة؟.
ولماذا خرجوا الآن ليعلنوا بغباء شديد عن تآمرهم؟
‎نبدأ الموضوع من الأول.
‎في المقال المذكور أعلاه قبل أيام كشفت حلقات التآمر التي تجري خارجياً على بلادنا، ونزعت الأغطية التي يتدثر بها المتآمرون، ومن ضمن تلك الحلقات كانت هناك حلقة نيروبي، وكشفت عن وجه المتآمرين واجندتهم، وكنت أتوقع أن يلوذوا بالصمت و يخجلوا مما يفعلون، ولكن يأبى الله إلا أن يكشفهم ويعرى مواقفهم بألسنتهم.
‎ماذا حدث؟ كردة فعل على المقالين اللذين كتبتهما كتب المتآمرون بيانا أذاعوه في الأسافير تحت عنوان (أصدقاء مؤسسة مو إبراهيم يدحضون بالوقائع والأسماء أكاذيب كتاب النظام المباد وآخرين).
‎من هم؟
شاهت الوجوه
‎الدكتور عبدالله حمدوك
‎الأستاذ عمر منيس
‎الأستاذ صلاح مناع
‎الدكتور عبدالله صبار
‎الدكتور علي عبداللطيف حسين
‎الدكتور عبدالوهاب همت
‎ ماذا قالوا ؟
‎(ظللنا ومنذ اليوم الأول لمشاركتنا في اجتماعات مؤسسة مو إبراهيم الخيرية من الموافق 28 أبريل وحتى الثلاثين منه متواجدين في اجتماعات عطلة نهاية الأسبوع الخاصة بالحوكمة، والتي انعقدت في العاصمة الكينية نيروبي وبموافقة ومشاركة كاملة للحكومة الكينية ممثلةً في رئيسها السيد وليام روتو).. انتهى.
‎ إلى هنا ليس هناك أدنى مشكلة.. جاء هؤلاء ضيوفاً على مؤسسة مو إبراهيم الخيرية، وأنا أعرف تلك المؤسسة إذ سبق لي أن زرتها في لندن مع صديقي التجاني الكارب والتقيت مو شخصياً، وأجريت معه حواراً كان الأول في الصحافة السودانية.. وأعرف أن السيد مو يجمع الرؤساء والمعاشيين وبعض العطالة من أصدقائه ليقضوا وقتاً ممتعاً وينفض السامر، وكل ذلك تحت شعار تعزيز الديمقراطية في إفريقيا إذ يرصد جائزة بقيمة خمسة مليون ملايين دولار، كثيراً ما لم يجد لها مستحقا.
في مقالي لم أتعرض للسيد مو ولا مؤسسته بأي كلمة، وليس هذا موضوعي ولا قضيتي مع شلة المتآمرين.. لنرى ماذا حدث بعد ذلك، أقصد ما بعد اجتماعات مؤسسة مو في 30/4 /2023.
قالوا (في ظهر الاثنين الأول من مايو؛ بوجود هذه الشخصيات والمنظمات دعا السيد رئيس جمهورية كينيا وليام روتو لاجتماع مع تلك المنظمات والهيئات الدولية، ومنها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والصليب الأحمر وأبرز الوكالات والمنظمات الدولية وعلى أعلى مستويات قياداتها للعمل على إيجاد طرق إيصال المساعدات الإنسانية للسودانيين من ضحايا الحرب والتي انفجرت يوم 15 أبريل الماضي)..
يعنى أن السيد روتو دعا مجموعة المتآمرين المجتمعين هناك بغرض (إيجاد طرق لإيصال المساعدات الإنسانية للسودانيين من ضحايا الحرب)..
طيب أين هى المساعدات ابتداء ؟.
وهل تبرعت أي جهة أو منظمة وقتها بمساعدات؟
الحقيقة وقتذاك وإلى الآن ليس هناك مساعدات من المجتمع الدولي إلا القليل (قطر، الكويت، السعودية وبرنامج الغذاء العالمى) وباقي العالم لا يزال يتفرج، لم تكن هناك مساعدات أصلاً لإيصالها إلى الضحايا، كان الغرض مختلفاً تماماً، وهو السبب الحقيقي وراء دعوة الرئيس روتو لتلك الثلة.. و هو إنقاذ حليفه وصديقه المتمرد حميدتي من السحق في معركة الخرطوم.. كيف الكلام ده؟
‎ حميدتي كان صديقاً لوليام روتو.. أي والله والقصة كالآتي.. كما أوردتها الصحافة الكينية: (‎أثارت زيارة غير معلنة لنائب الرئيس الكيني وليام روتو للسودان منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي جدلاً كبيرا ً في نيروبي والخرطوم.. وكشف موقع كينيا اليوم الإلكتروني من نيروبي النقاب عن الزيارة، وقال إن نائب الرئيس الكيني يرافقه 4 أشخاص من المقربين منه قام يوم الثلاثاء الموافق 14 من يناير/ كانون الثاني بزيارة سرية إلى الخرطوم، وأوضح أن طائرة خاصة تتبع شركة طيران فونيكس من طراز سيسينا 560 أقلت الوفد الكيني، وأن الزيارة تمت بالتنسيق مع رجل الأعمال السودان الشهير ،وأن شركة ساس قدمت الخدمات الأرضية للطائرة في مطار الخرطوم).. الغرض من الزيارة هو زيارة منجم ذهب يتبع لشركة الجنيد، وأكدت التقارير أن الطائرة غادرت مطار الخرطوم إلى نيروبي محملة بالذهب)!.. فهمتوا حاجة؟ كان ذلك في يناير من العام 2020.
‎في 15 أغسطس 2022 فاز وليام روتو برئاسة كينيا بعد أن برأته المحكمة الجنائية الدولية من تهمة مجرم حرب.
‎فى 11 يناير 2023 زار حميدتي كينيا.
‎هناك تقارير صحفية تؤكد أن المتمرد حميدتي ما قصر مع السيد روتو إبان حملته الانتخابية، وتم الربط بينها وبين توقيت الزيارة وقضية الذهب.
‎بدعوته السريعة لإيقاف الحرب والدعوة لإيصال المساعدات للسودان مع ثلة المتآمرين يحاول السيد وليام روتو أن يرد الجميل لإنقاذ صديقه من الانهيار الشامل بمعونة ثلة المتآمرين الذين تواجدوا جميعهم صدفة في نيروبي!
‎لنقل إن ثلة المتأمرين في نيروبي فعلاً لبوا نداء الرئيس الكينى لإغاثة أهلهم المنكوبين بتمرد حليفهم.. لنقل ذلك حدث فعلا… السؤال من الذى دعا الصهيوني ديفيد رافائيل يهبط في نيروبى ليجتمع مع المتآمرين فجاءة ؟ هل الموساد هناك أيضا لتد عمنا بالإغاثة.. أم أنه يريد من المتآمرين أن يسوقوا للوساطة الإسرائيلية لحل الصراع في السودان.؟
‎سؤال آخر يتعلق بتصريحات خبير (الخلا) الاقتصادي حمدوك الذي ترك وظيفة إصلاح الاقتصاد السوداني للمتمرد حميدتي، عندما كان رئيساً للوزراء، ليقف خلفه بأدب كي يستمع إلى نصائحه الاقتصادية الذهبية.. ففي أول تغريدة له طالب بوقف فوري لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية والانتقال إلى الديمقراطية.. ما دخل استئناف العملية السياسية بموضوع اجتماعات مو إبراهيم.. وما علاقة ذلك باستئناف العملية السياسية؟! ومادخل كل ذلك باجتماع خاص بالإغاثة ، محض هراء. الهدف دائما إنقاذ المتمرد فريق خلا حميدتي من مصيره المظلم لعل وعسى.. تبتسم الأيام مرة أخرى وهيهات.
‎عجبت للسيد عمر مانيس الذى يضع اسمه أسفل هذا الهراء.. ويوجه الاتهامات لنا.. وهو الذى ظل ربع قرن يتقلب في نعيم الإنقاذ ويدافع عنها ويلعق حذاء الرئيس عمر البشير مدافعا عنه في الجنائية وغيرها (كان إنت نسيت احنا مانسينا) وخليها مستورة.. ليس لدينا مانع أن تصبح تابعا ذليلاً للسيد مو إبراهيم مثل رفيقك في التآمر حمدوك، ورابعهم صلاح مناع المعتدي الأثيم.. شاهت الوجوه، ولكن ليس مقبولاً أن تعمل طابوراً للمتمردين وتدعي أنك في خدمة الشعب.. وخاصة أنك الآن وسط المتآمرين متصوُِر!!.

اترك رد

error: Content is protected !!