(كل شيء يحدث في هذه الحياة بسبب ولِسبب)
من رواية ساق البامبو للكتاب الكويتي سعود السنعوسي.
لا تفقد الامل ابدا، العواصف تجعل الناس أقوى ولا تدوم إلى الأبد.
مثل إنجليزي،
أيمن مزمل
الكونفورت زون نعني بها المنطقة الروتينية التي اعتاد الانسان عليها، فالموظف الحكومي والذي يعود الى منزله عصراً من العمل، حاملاً (بطيخة!! ) في إحدى يديه، وصحيفة رياضية (سطحية المحتوى والعناويين!! ) في يده الأخرى، فيؤدي صلاته في عجل، ويتناول غداءه، ثم يفتح جهاز هاتفه المحمول الذكي ليطالع الأخبار في الموقع الازرق، فيشتم الحكومة، ويأسى حال الشباب الرقيع الذي يرفع بوستات لاتروق له، فيعلق لهم بِ comment عن حياتهم العبثية، وميل الزمان بهم، ثم انه لسبب ما يذكرهم بعهود لم يعيشوا فيها (وربما لم يعيشها هو ذات نفسه!! ) حينما كان (الجوز) كعدد نعني به ثلاثة، وايام الاسبوع ثمانية ايام والخواجات يحلمون بالهجرة الى الخرطوم!!، ثم إن زوجته لابد انها تستمتع بحياتها الرتيبة كالمعتاد حينما تقوم بزيارة (ابنة عم جدة جارتها!!! ) بسبب أن زوجها قد عاد من الحجاز بعد ان ادى فريضة الحج، لتعود بعدها إلى اطفالها الخمس، فتصفعهم طوال الوقت قبل ان يحل المساء ويخلدوا الى النوم ومن ثم يبدأ يوم جديد، بالتأكيد الخروج من (منطقة الراحة) تلك او الكونفورت زون حينما تحاول تلك الأسرة من تغيير نمط حياتها الى الافضل ومن بعدها العودة الى شكل جديد من اشكال (منطقة الراحة)، فمحاولة اغتراب وسفر رب الاسرة مثلاً يشكل تحدي، يحتاج الى تخطيط، صبر، ترقب، نجاح، فشل، هو شكل كامل من اشكال التغيير، قد يجد مقاومة (ما) من عقلنا الباطن في الظروف إلاعتيادية بحكم (الكسل)، وتفضيل استمرار الحياة بشكلها الحالي دون محاولة خوض غمار مغامرة غير مأمونة العواقب (بحسب ما يمليه علينا ذلك العقل)، في ظروف الحرب الحالية الاستثنائية، ومع شتات الاسر مابين نازح الى مدينة داخل السودان، ولاجيء خارجه، الغالبية قد وجدت نفسها خارج منطقة الراحة تلك، على طريقة (مُكره أخاك لا بطل)، فالتغيير اصبح حتمياً وليس خياراً، فهي فرصة للتحسين والتطوير للأفضل (إن نحن نظرنا الى كل ذلك بعين إيجابية)، يجب أن تدرك انه لايمكن لك التحكم في كل مجريات الحياة، لكن يمكن البحث عن الفرص التي توفرها لك، فقط المطوب النظر إليها على انها تحدي جديد تحتاج الى تجاوزه، حينها سوف تجد انك قد روضت الظروف بدلاً أن تروضك هي، لتعود من جديد الى منطقة الراحة، في مكان آخر، وببلد آخر وانت تستمتع بأكل البطيخ، وزوجتك بصفع ابناءك الخمسة مرة أخرى!!