▪️أحزان المجتمع المجتمع /

الطيبون الذين يسهمون في تشبيك خطوط إحداثيات اقدارنا ومهامنا: في رثاء الحاجة فاطمة حسان٠

بقلم : السفير عبدالمحمود عبدالحليم

العاملة فاطمة حسان…قد تراها في غدوها ورواحها بين المكاتب المتناثرة في حوش وزارة الخارجية الكبير فلا تلفت نظرك كثيرا…وقد تصادفك بثوبها المحتشم ونظارةللعيون ترتديها وهى واقفة فى صف تكافل العمال او مسرعة الخطى لتوثيق شهادة تخص احد الزملاء فتبادلك التحية بوقار معهود…قد لايشغلك كثيرا متى التحقت بالوزارة او خلفيات حياتها واسرتها فهى لاتنافسك على موقع لكنها قد تحمل اليك خطابا يعجل بذهابك لصالة المغادرة بالمطار او اعتلاء طابق جديد منقولا لادارة اخرى…هؤلاء الطيبون يلعبون دورا فى تشبيك خطوط واحداثيات اقدارنا دون أن نحس بذلك..وقد لانتذكره او نذكره وبالطبع لا يكتب اسمها ضمن مشاركى اجتماع قامت بترتيب وتجهيز قاعة انعقاده…وفى رحلة الملفات بين ادارات الوزارة قد تحمل فاطمة ملفا حول اجتماع قمة مجموعة العشرين بنيودلهى.. او تقرير حول تبعات الذكاء الاصطناعي على قضايا الامن والسلام العالميين ويكون قلبها فى ذات اللحظة مشغولا بمشوار ستؤديه فى المساء للحاج يوسف او معلق بتعزية ستاخذها لامدرمان …تبحث هى عن العيش الحلال والستر ونبحث في مجمل علاقاتنا الخارجية عن ذات الأهداف وان تم التعبير عنها بأهداف تحقيق التنمية والسلام لشعبنا واحترام لبلادنا بين الأمم وهى أهداف تشاركنا فيها الدول الاخرى وبذلك يكون كل منتوج العلاقات الدولية خدمة الانسان الذى تمثله فاطمة حسان…الم ترى كيف ان ميثاق الأمم المتحدة قد تحدث بلسان هؤلاء فى ديباجته الشهيرة ” نحن شعوب الامم المتحدة ….”.. عندما تعاود الوزارة اعمالها سيظل النيل خلف مبنى الوزارة جاريا فى رحلته الخالدة شمالا وسوف نرى صف التكافل صامدا وتستمر حركة الملفات بين الإدارات…هذه المرة بدون فاطمة حسان…نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته وجزيل مغفرته وان يحسن قبولها ويبارك كسبها أجرأ وثباتا عند السؤال…وداعا فاطمة….

اترك رد

error: Content is protected !!