رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

السفيرة (فى) وخراب مالطا وسوبا!

د. إبراهيم الصديق

لم يتعظوا ابدا ، مع أن الوقائع شاخصة أمامهم ، والشواهد حرب اكلت الأخضر واليابس.. فكلما سمعت (تقدم) عن وفد أجنبي سارعوا إليه يقدمون أنفسهم ويطلبون النظر والمساعدة.. ذات الوجوه القديمة التى ألتقت السفيرة الامريكية مارى كاثرين (Mary Catherine “Molly” Phe) والمعروفة فى الأوساط السودانية بالسفيرة (مولي فى) فى السابق تحت لافتة قحت ، فإنهم هذه المرة تحت لافتة جديدة (تقدم ) ، وفى أديس أبابا وليس الخرطوم ، فقد أحترقت الخرطوم بسبب تدخلات سابقة للسفيرة (في)..

ففى يونيو 2022م ، سارعت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي إلى الخرطوم ، بعد زيارة لعدد من العواصم الإقليمية ، كانت مهمتها إنقاذ قحت ، وتعطيل الحوار الوطنى الذي ابتدرته الآلية الثلاثية (اليونتاميس ، الإيقاد ، الإتحاد الافريقي) وانعقدت اولى جلساته فى 8 يونيو 2022م بمشاركة اغلب القوى الوطنية والمجتمعية والشخصيات القومية ، بما يشكل مرحلة جديدة ، وجاءت (مولى فى) وتوقف الحوار ونقاش المائدة المستديرة وظهرت الآلية الرباعية حيث أصبحت بعض العواصم الغربية والعربية شريكة فى القرار ، وانتهى الأمر إلى الإطارى والحرب..

وبعد عامين ، تعود مولى ، والبلاد فى حالة حرب ، وانتهت (قحت) وطرد فولكر من السودان وغادرت اليونتاميس البلاد وجمد السودان علاقاته بالإيقاد ، انه حرفيا (خراب مالطا) وكذلك سوبا ، إنه فأل الشؤم..

فماذا يريدون منها أكثر ، بل ماذا ينتظرون منها أكثر.. وهم وقوف حولها يلتقطون الصور وإبتسامات بلهاء حول وجوههم منزوعة الحياء.. والحقيقة الأهم أن مسعى القوى الغربية فى السودان وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، فإنه متخبط وسطحي وبلا رؤية ومنظور واضح ، هو ردة فعل واستجابة لتصورات ساذجة اقرب للهواة والمغامرات وليس قراءة موضوعية تراعى مصالح المنطقة وامنها واستقرارها.. وما زالت شهية بعض النشطاء من السياسيين عصية على الإشباع ، وما زالت الأوهام تسيطر على اذهانهم ، لم يتعظوا من التجارب ولا شواهد الواقع.. وهذه حالة ميئوس منها.. كل التجارب الإنسانية تؤكد أن الحل داخلي ووطني.. رضى من رضي وإن أبى من أبى..

حفظ الله البلاد والعباد

14 فبراير 2024م

اترك رد

error: Content is protected !!