

✍🏼 د. محمد أحمد آدم
(1)
تمر علينا اليوم ذكرى معركة دروتي الشهيرة في تاريخ دارمساليت والسودان وإفريقيا والتاريخ المعاصر وهي المعركة الثانية والفاصلة التي وقعت بين المساليت والفرنسيين في التاسع من نوفمبر من العام 1910م في محاولات فرنسا المتكررة للإستيلاء على أرض دارمساليت وتوسيع رقعتها الاستعمارية ومد نفوذها شرقآ بعد أن أسقطت دار وداي وإستولت عليها ثم دارفور وصولآ الى سفوح جبل مرة في تسابق محموم مع بريطانيا العظمى لإيجاد مستعمرات جديدة بعد معركة كرندنق التي كانت في الرابع من يناير من نفس العام وأولى المواجهات بين سلطنة المساليت والامبراطورية الفرنسية والتي تلقت فيها فرنسا الهزيمة لأول مرة منذ توغلها في إفريقيا على يدالمساليت بقيادة السلطان تاج الدين إسماعيل وإبن أخيه السلطان بحرالدين وقادة جيش المساليت .
(2)
وعلاقتي بمعركتي كرندنق ودروتي هي علاقة قراءة ودراسة وبحث لأن المواجهات الأجنبية ذات الطابع الإستعماري تتخذ سمة وطنية وأخلاقية لذلك واجب علينا في مثل هذا اليوم من كل عام أن نستذكر أحداث وتفاصيل معركة دروتي المجيدة والخالدة في سفر التاريخ معركة النصر ومقتل السلطان تاج الدين الذي تشرف به تاريخنا الوطني والبطولي وتزينت بها إفريقيا ولابد من إعادة صياغة كتابة تاريخ السودان من جديد ليجد هذا التاريخ المغيب والمهمل حقه في تاريخ السودان كغيره من التواريخ المهملة فإن كانت كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية فإن التاريخ تحدث عن فرسان دارمساليت وشجعان دروتي الذين سحقوا الإستعمار وصنعوا الإنتصارات في قلب إفريقيا والسودان وسيظل يتحدث عنهم وعن الثبات وضراوة المقاومة وعلى إعلامنا أن يتناول أحداث هذه المعركة بكل تفاصيل ذلك اليوم الخالد تخليدآ لذكراها وتوثيقآ لأحداثها وأبطالهاونسعى جاهدين في تعريف الأجيال بمعركة دروتي التي إستشهد فيها الالاف من المساليت وقائدهم المغوار السلطان تاج الدين وسالت دماءهم الطاهرة التي روت أرض دروتي غير أبهة بالموت سوى صون وحفظ كرامة دارمساليت وإنسانها مقابل الهزيمة القاسية والمرة التي تلقتها فرنسا للمرة الثانية في دارمساليت ومقتل قادتها الذين بلغ عددهم ثلاثين قائدآ فرنسيآ في مقدمتهم الكولونيل مول ابن المؤسسة العسكرية الفرنسية قائد القوات الفرنسية في إفريقيا وحاكم أراضي تشاد وقائد معركة دروتي وفر ماتبقى منهم عائدآ الى ادراج قيادته العسكرية بأبشي وتحطمت احلام فرنسا على صخرات عزم جيش المساليت وانتهت في رمال دروتي.
(3)
إن الإرادة الوطنية والروح التي حققت الإنتصار في دروتي يستمد منها شعب دارمساليت روح التلاقي والتلاحم لتحرير دارمساليت القادم من التتار الجدد وأوباش الشتات والمرتزقة ومليشيات الجنجويد الذين دنسوا الأرض الطاهرة وأرجسوها والإنطلاق بها نحو التنمية والاستقرار والعيش الكريم وبناء المجتمع .
(4)
إن ذكرى معركة دروتي العظيمة تمثل رمزآ لصلابة الإرادة وقدرة شعب دارمساليت على تجاوز كافة المحن والتحديات والصعاب كما تظل إنتصارات دروتي الخالدة من أنصع صفحات تاريخ دارمساليت النضالي في إفريقيا واعظم لحظات الفخر في تاريخ السودان وأن النصر في دروتي رمزآ للإعتزاز والكبرياء الوطني خلدوه الأبطال الأوفياء بالتضحية والفداء من أجل الأرض والعرض وستظل رمزآ للفخر لأنه إنتصارآ عسكريآ وشعبيآ ووطنيآ وان ذكرى دروتي فرصة للتذكير بما حققته دارمساليت من إنتصارات عظيمة على الإمبراطورية الفرنسية في ذروة الحقبة الاستعمارية الذي تكالب على إفريقيا بالحربة والسيف والسفروك امام المدفع وسطروا بأحرف من نور في في أعلى صفحات التاريخ معنى التضحية والفداء
التحية لأبطال وشهداء دروتي الكرام في يوم ذكراهم العظيم الذين فاجأوا العالم بمقاومتهم الوطنية الحقة وإنتصاراتهم المتتالية على الإمبراطورية الفرنسية إحدى رائدتي الإستعمار في العالم وعلى رأسهم البطل الشهيد المجاهد السلطان تاج الدين وسيظل شعب دارمساليت مدينآ لهم ولتضحياتهم في سبيل العزة والكرامة وكل عام نحتفي ونفتخر بأبطال دروتي شموس التاريخ
الأحد التاسع من نوفمبر2025م
القاهرة






