على شط النيل / مكي المغربي

الدور الشعبي في جهاد القتلة واللصوص .. تحية للشباب حول الجيش السوداني.

مكي المغربي

تنبيه خطير ومهم لجنود الدعم السريع، هي نصيحة أخيرة واجبة من مسلم إلى مسلم قبل أن يحدث أمر جلل، وحتى لا يقعوا في وهم كاذب؛ يجب أن تعلموا علم اليقين (وبدون غسيل مخ ممن حرضكم وهرب أو اختفى) أن الرجل السوداني والشاب السوداني في الخرطوم ليس جبانا ولا “بسكويته” .. كما توهمتم بعد الغدر به بالسلاح وهو أعزل .. هنالك فرق بين حسابات الشاب والرجل السوداني وأي أنسان طبيعي في العالم، ومعه اسرته واطفاله وامه الكبيرة في السن التي تحتاج للعلاج وبين أن يكون منفردا دون أسرة وأمامه الموت .. وقد عاد يسعى لمواجهته ومعه عصبة من الشباب والرجال قرروا الدفاع عن بيوتهم وأعراضهم من الغزاة.
انت نفسك يا من تحمل السلاح وتطوف بسيارة أو موتر مسروق تطلق النار في الهواء في “فرح شيطاني” بغنائم من بيوت مسلمين يصلون في المساجد ويصومون رمضان ويزورون قبر النبي .. لو كنت في قريتك أو بيتك مع زوجتك أو أمك واخواتك الصغار والاطفال في بيتك، وهن في ثياب البيت أو النوم، وجاءت عصابة مسلحة وانت أعزل ترتدي عراقي وسروال وضربوا النار في الهواء وارعبوا اهل البيت وطلبوا منك المال أو موتر أو سيارة ستتجاوب وسينزعون الذهب والموبايلات من إيدي الحريم وانت تنظر أو مصاب في قدمك تنزف .. سيحدث هذا ليس لانك جبان أو “خايب” ولكن كما قالت الأمثال العربية (الأبناء مجبنة) و (الكترة تغلب الشجاعة) و (المباغتة نصف الهزيمة).
للمثقفين منكم .. ما هي أكثر دولة عربية فيها صراع مسلح وفدائيين وكتائب وطوائف دينية مسلحة وسيارات مفخخة وارهاب واغتيالات؟ هي لبنان .. ما هي أكثر دولة ذات طبيعة خلابة وعنب وتفاح وانسان متحضر ومهذب ونساء يتحدثن غنجا طبيعيا؟ .. الاجابة لبنان أيضا .. اذن -لا تنخدع- ما تراه أحيانا أمامك في شكل حضاري لين … هو مجرد الموت الزؤام في جمال النمر بلونه الأصفر الناصع وخطوطه السوداء .. فالنمر أجمل من البقرة .. وفروه أنعم وألمع .. لكنه يأكلها ويقضم عظامهم.
ويعلم أهل البادية أن العقرب كلما كان لونها أصفر مثل “عكشة الدهب” كان سمها أشد فتكا من الكبيرة الفاحمة.
هنالك فرق بين المواطن الذي تذله وتحتقره على حين غفلة وبعنصر المفاجأة ويستقيظ الصباح وسونكي البندقية في عنقه، وبين أن يكون قد أمن أهله ونسائه في الولايات والقرى .. وأحس بالعار الذي لا يغسله إلا بالدم وإلا بالعودة والموت اذا اضطر الأمر.
هنالك فرق بين من كان يعتقد أنه غير ملزم بحمل السلاح وضربه لأن هذه مسئولية الجيش والشرطة والحكومة، وبين أن يتيقن أن الحكومة تقوم حاليا بضرب أهداف كبيرة، لكن الجهاد والقتال في الاحياء السكنية واجب في عنقه أولا ويجب عليه القيام به دون تردد.
تنبيه أخطر .. لو كان هنالك متفلتين كما ترددون .. الأفضل لكم حسمهم واخراجهم من البيوت والاحياء قبل أن يتولى الشعب السوداني الدفاع عن نفسه في الاحياء والا فإن الشعب لن يميز بين دعامي ودعامي .. طالما أن غير المتفلت يسكن في بيت المواطن أو مقر حكومي ودوره استلام مال مسروق من المتفلت .. ثم يقاتل الحكومة بسيارات مسروقة.
باختصار .. مبادرة العودة للخرطوم .. ليست عودة أسر فرحانة وترغب في التعايش مع الدعم السريع .. هي صواريخ بشرية متفجرة وأجساد مفخخة بالرغبة في الثأر من القاتلين والغادرين، وأي مبادرة للشباب حول الجيش السوداني .. ليست شكلا من أشكال الدفاع الشعبي سابقا .. هي مبادرة .. يعتبر الدفاع الشعبي معاها مجرد “هظار” .. لأنها جاءت في لحظات ظلم وليس استلام حكم.
اخيرا .. إن السوداني الذي اقتسم اللقمة واللحاف وجرعة الدواء في الولايات مع قريبه النازح .. سيقتسم معه خزنة الكلاش وسيأتي معه قبل أن تعم الفوضى السودان … وسترون.
بخصوص الاحياء .. الطرفية والمجاورة والتي تستخدم حاليا مخازن للمسروقات والسيارات على أمل التهريب خارج الخرطوم مع الهدن .. الجوة جوة .. والبرة البرة .. هنالك منهج جديد .. يجعل من الشخص مستلم المال المسروق هدفا مشروع للجيش والشعب.
الحديث عن منع المواطنين من العودة لبيوتهم هو بداية المعركة على بوابات الخرطوم .. وهو بداية التسلل من الخلف وإلى القلب بالفدائيين.

اترك رد

error: Content is protected !!