رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

التيار الإسلامي والوطني: إلي أين ؟

د/إبراهيم الصديق علي



(1)
رهان التيار الإسلامي والوطني علي فترة إنتقالية سلسة ثم إجراء إنتخابات للعودة عبر صناديق الإقتراع الشفاف ، إفتراض يفتقر للواقعية إن لم يكن تفكيرا فطيرا ، ولسبب واحد ، فالطرف الآخر في المعادلة لا يؤمن بهذه القناعات ولا يملك لها قدرة ، وللتوضيح أكثر فإن الطرف الاخر هنا (قوي الحرية والتغيير والمكون العسكري والالية الثلاثية والرباعية وجماعة الحل الجذري من اليساريين وحتي شركاء السلام) ، هذه حقيقة تؤكدها شواهد كثيرة ، واهمها ان الجميع يزايد علي التيار الإسلامي والوطني..

  • بيانات المعارضين للاتفاق الإطاري من الشيوعيين والبعثيين تصفه بالهبوط الناعم..
  • والمؤيدين يصفونه بأنه (لقطع الطريق أمام عودة الاسلاميين)..
  • والقوي الدولية في مخططاتها ضمان عدم عودة الاسلاميين للحكم من خلال إنتخابات خلال فترة قصيرة..
    وعليه خلاصة الفترة الإنتقالية وجوهر عملها ضمان عدم عودة الاسلاميين ، ويتطلب ذلك بالتأكيد مخططات إستهداف أكثر للاسلاميين في مصادر قوتهم وفي البيئة والمؤسسات وفي قياداتهم ومن خلال تشريعات وقوانين تبني علي قاعدة (لا عودة للاسلاميين)..
    (2)
    خلال اربع سنوات عمل التيار من خلال الحد الادني ، ومن خلال رد الفعل ، ومن خلال ثغرات الاخرين وتحت غبار معاركهم ، مع مبادرات أخرى ، وللحقيقة فإن المشهد تطور من خلال تحالفات أوسع وتكتلات أكبر ، علي أمل وفرضية توازنات السياسة وفرضيات النوايا الحسنة وتقديرات المصالح الوطنية العليا.. لدرجة أصبحت هذه المصالح محل تفريط ، وقد تسيد المشهد أجندة أجنبية خبيثة.. وكادت البلاد ان تنزلق للهاوية بينما العباد في مواجهة البلايا.. ولم يعد الإنتظار وعامل الوقت الخيار الحاسم..لابد من خطوات أكثر إبرازا لقوة وفاعلية التيار الإسلامي والوطني.. وعناصر القوة كثيرة..
    بإمكان التيار الإسلامي والوطني بناء تحالفات أوسع وتكتلات أكبر مع شرائح واسعة من المجتمع ، وتأسيس خطاب أقرب للوجدان الشعبي وتأسيس منصات أكثر من منظمات حقوق الإنسان وقوى مدنية وقطاعات وظيفية ، والاستفادة من جماعات ضغط عربية واسلامية ودولية ، وادارة حوار مع فاعليين دوليين ونشطاء في العلاقات الدولية وحتي مع دول لإحداث توازن في هذه الكتلة الصماء ، كل ذلك ممكن وفي فضاءات مفتوحة مهما كان الثمن ، لإن المصلحة الوطنية تقتضي ذلك..
    إن الانتظار وكثرة الموازنات تقلل من الخيارات ، كما أن الركون لا يتسق مع طبع (الحركيين)..

اترك رد

error: Content is protected !!