الرأي

البرهان و ديبي .. قمة التواصل وتعزيز الجوار

✍️ عبداللطيف كبير

دلالات متعددة تشير إليها الزيارة الخاطفة التي قام بها رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم إلي جمهورية تشاد .. أولها الطابع الأمني والإستراتيجي للزيارة طبقاً لمخرجات القمة الثنائية التي جمعته في إنجمينا بالرئيس الانتقالي لتشاد الفريق محمد إدريس ديبي والتي يتضح من خلال بيانها الختامي التركيز على عدد من الملفات ذات الطابع الأمني خاصة وقد رافق البرهان في زيارته لإنجمينا إلي جانب وزير الخارجية المكلف علي الصادق كل من .. المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل واللواء الركن أحمد علي صبير رئيس هيئة الإستخبارات العسكرية ..

جاءت الزيارة في توقيت مهم للغاية يَعبُر فيه البلدان مخاض الانتقال غير أن تشاد حققت تقدماً في هذا الصدد بالتوافق على ديبي الإبن رئيساً إنتقالياً وتكوين المؤسسات المنصوص عليها في منفستو الانتقال السياسي في تشاد وهو أمر جيد بلا شك. له تأثيراته على قضايا الأمن و الإستقرار المشتركة بين البلدين.

ومن خلال بيانها الختامي أولت قمة البرهان وديبي إهتماماً واضحاً بقضية تأمين الحدود وقطعت الطريق أمام أي محاولات لصناعة أي توترات من شأنها زعزعة الإستقرار مع إستصحاب الأوضاع الاستثنائية في الجوار الإقليمي للبلدين وتحديداً الأوضاع في ليبيا وأفريقيا الوسطي .. ومما يدلل على هذا الإهتمام دعوة القمة الثنائية إلى تفعيل الأدوار المتعاظمة التي ظلت تضطلع بها القوات المشتركة بشقيها السوداني التشادي من جهة والثلاثية ( السودانية .. التشادية .. الأفرو أوسطية) من جهة أخرى.. وهذه الأخيرة تم إنشاؤها في مطلع العام 2005م بغرض تأمين الحدود المشتركة للدول الثلاث.

بحسب البيان الختامي .. القيادة التشادية تبدي إهتماماً واضحاً وكبيراً بمتابعة إنفاذ إتفاقية جوبا للسلام الموقعة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة مما يعد تأكيداً على التزام يُقرأ لصالح الاتفاقية ومراحل تطبيقها على الأرض إذ إن تشاد هي أحد الضامنين للاتفاق وتتاخم إقليم دارفور الذي شهد العديد من النزاعات قبل توقيع الاتفاق الأمر الذي يجعل إستصحاب ذلك الإلتزام أمراً ذا أهمية عالية حال جلست الأطراف السودانية التي تنوي تقييم وتقويم الإتفاق ..

يبقي تبادل وجهات النظر بين القيادتين السودانية والتشادية إلى جانب تبادل الإطلاع على الأوضاع السياسية والأمنية في البلدين الشقيقين وبحسبان التداخل الجيوسياسي بينهما وبالنظر إلى التطورات الجارية في الخرطوم وإنجمينا أمراً حيويا في توقيت مهم ودقيق للغاية و قطعاً سيلقي بظلاله على الأوضاع هنا وهناك وتعقبه نتائج حتي وإن لم تشر إليها بيانات القمة وتسير بخبرها الركبان .

اترك رد

error: Content is protected !!