الرأي

البرهان … رسائل في بريد الوطن

✍️ عبداللطيف كبير

بين يدي إحتفالات القوات المسلحة بعيدها الثامن بعد الستين والتي إحتضنتها مدينة شندي بولاية نهر النيل .. ومن علي منصة الإحتفال وجه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام خطابا ضافيا لجموع الشعب السوداني عبر هذه المناسبة الوطنية العظيمة والخطاب جاء حاويا ومشتملا علي العديد من الرسائل القوية والتي تحمل في طياتها رؤى ونداءات ينتظر أن تستجيب لها الأطراف المعنية بإعتدال المشهد السياسي الماثل والسير علي طريق ارادة الشعب وتطلعاته المشروعة كما وصفها خطاب البرهان في نظام حكم ديموقراطي في ظل حكومة مدنية منتخبة يجمع عليها أهل السودان…

وفي إشارات ظلت متجددة مرة أخري ينوه القائد العام في خطابه لتحديات تواجه الفترة الانتقالية وتجعلها تراوح مكانها وليست هناك إمكانية لتجاوزها إلا اذا تراصت الصفوف وتوافقت النفوس في تراض يقدم المصالح العليا للوطن علي ماسواها والرسالة في بريد القوى السياسية والتي دعاها البرهان إلي ترك التشرزم والتجاذب وتحمل مسئولياتها الوطنية كاملة غير منقوصة في هذه المرحلة الدقيقة ومراعاة عامل الوقت الذي يتسرب من بين ايدي الجميع والشعب في انتظار الحلول الناجعة ..!!

خطاب البرهان لم يغفل الإشارة إلي كافة المبادرات الوطنية المطروحة للخروج من الأزمة كونها جهود لأبناء وبنات السودان علي حد تعبيره و تسعي لإيجاد صيغ توافقية تسهم في بناء رؤية وطنية لإستكمال الفترة الإنتقالية وتوفر المناخ الملائم للشعب السوداني لممارسة الديموقواطية وتفويض من يحكمه إختيارا عبر صناديق الإقتراع.. مع التأكيد علي أن القوات المسلحة لن تنحاز لأي طرف وإنها فقط ستنحاز إلي رغبة الشعب وتعمل علي تحقيق أهداف ثورته المجيدة.
وأختتم القائد العام حديثه بتجديد العزم علي توفير كل مايمكن القوات المسلحة من تأدية مهامها وواجباتها في حماية الوطن والحفاظ علي مكتسبات شعبه.
خطاب البرهان جاء متسقا تماما مع ماجاء في قرارات الرابع من يوليو 2022م والتي بموجبها إنسحبت القوات المسلحة من المشهد السياسي تاركة المجال فسيحا للقوى السياسية بغية الإجماع علي رؤية وطنية متفق عليها يلتف حولها الجميع تقود البلاد للعبور إلي مرافئ الإنتقال المنشود عبر جسر واحد هو الاصطفاف والتوافق وتقديم مصالح الوطن العليا علي ما سواها من مكاسب السياسة والرضوخ لإرادة الشعب الغالبة دونما تخوين أو تزييف أو إقصاء ..
إذن هل ستلتقط القوى السياسية القفاز وتمضي بالوطن إلي مبتغاه أم ستظل حبيسة الصراع وإنسداد الأفق الذي لن يفضي بأي حال إلي الطريق الذي رسمته الثورة ..ويحقق شعارها المرفوع حرية .. سلام وعدالة ..

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!