د. عادل عبدالعزيز الفكي
عقدت المنظمة العربية للتنمية الزراعية اليوم الخميس 12 أكتوبر إجتماعا ببيروت لمناقشة آليات إنفاذ مبادرة الجامعة العربية بدعم الموسم الزراعي في السودان . شارك في الاجتماع حضورا ببيروت عدد من وزراء الزراعة العرب وعدد من ممثلي المنظمات والصناديق والهيئات العربية، والمستثمرين السودانيين والعرب . وعبر تقنية الزووم شارك وزير الزراعة السوداني، ومحافظ مشروع الجزيرة. ومن مكتب المنظمة بالقاهرة شارك عدد من رجال الأعمال السودانيين، كما شارك عدد آخر من رجال الأعمال عبر تقنية الزووم. في مستهل الاجتماع أشار البروفسير ابراهيم الدخيري إلى أن الهدف منه التأسيس لآليات الدعم الطارئ للموسم الزراعي في السودان عبر المنح أو القروض التفصيلية أو الزراعة التعاقدية أو التبادل السلعي أو اي صيغ اخرى يتفق عليها. وزير الزراعة السوداني ابو بكر عمر البشرى أشار إلى أنه تم في الموسم الصيفي زراعة 36 مليون فدان، وقد تم التركيز على محصولات الأمن الغذائي الذرة والدخن، ووصلت المزروعات الان مرحلة الحصاد. واضاف أن البنك الزراعي كجهة متخصصة أفادت أن احتياجات الدعم الطارئ للحصاد من مواد بترولية وخيش وخلافه هي في حدود 35 مليار جنيه سوداني تعادل حوالي 40 مليون دولار. بينما احتياجات الموسم الشتوي من مواد بترولية وبذور محسنة واسمدة بنوعيها وعمليات التحضير والحصاد هي في حدود 315 مليار جنيه سوداني تعادل 360 مليون دولار. وأشار إلى أن وزارة المالية والبنك الزراعي على استعداد لتوفير الضمانات للجهات الممولة. د. زكريا رئيس اتحاد المصارف العربية أشار إلى أن لديهم قائمة بالمصارف التي لها محافظ تمويلية ويمكن مخاطبتها لتوفير التمويل بشروط تفضيلية، وان للبنوك المركزية مسؤولية في الضمانات. ويرى التعامل مع القطاع المصرفي السوداني لأن له خبرة في مجال التمويل والضمانات.
د. عماد حمدان من صندوق التنمية اللبناني أيد قيام محفظة استثمارية لتمويل الموسمين الصيفي والشتوي في السودان. السيد مساعد محمد احمد عبد الكريم رئيس اتحاد المصارف السوداني الأسبق أشار لضرورة الاتفاق على موديل أو نموذج لمحفظة تعرض على البنوك عن طريق رئيس اتحاد المصارف العربية ، وان تتم مخاطبة المؤسسات التمويلية العربية بخصوص القروض الميسرة.
الاستاذ وجدي ميرغني رئيس مجلس إدارة الشركة الأفريقية قال إن محصولات الموسم الصيفي هي الآن في مرحلة الحصاد وكان الموسم ناجحا بفضل حماس المزارعين وتوفر جانب من التمويل وجودة كميات وتوزيع الأمطار بفضل الله سبحانه وتعالى ، وتوقع زيادة في السمسم والفول والذرة عن الموسم السابق، وتدني في إنتاجية القطن.
وقال إن أفضل ضمان الان هي المحصولات نفسها من خلال إيصالات التخزين ومستندات الصادر، واي تمويل يمكن استرداده خلال 180 يوما على الأكثر. أما بالنسبة للموسم الشتوي فإن ما يتراوح ما بين 400 إلى 450 مليون دولار هو قيمة مناسبة للتمويل عبر محفظة بنكية عربية. بضمان بنك السودان ، علما أن الصادرات الزراعية السودانية من المحصولات الصيفية هي ما بين 2 إلى 3 مليار دولار سنوياً وموسم التصدير لها يبدأ من نوفمبر ويصل قمته في يناير وفبراير، وهي يمكن أن تمثل ضمانا مناسبا لاحتياجات الموسم الشتوي. الاستاذ احمد امين عبد اللطيف رئيس مجلس إدارة الشركة التجارية الوسطى ctc أيد تقديرات السيد وجدي ميرغني واضاف بوجود مخاطر في السودان لكن فرص الاستفادة مرتفعة جداً كذلك. واهم ضمان هو صادرات موسم الزراعة الصيفي. عمر مرزوق محافظ مشروع الجزيرة قال زرعنا في الموسم الصيفي 350 ألف فدان يتوقع أن تنتج 3.5 مليون جوال من الذرة، وخططنا لزراعة 600 ألف فدان من القمح، واحتياجنا من التمويل 182 مليار جنيه. وانا اطلب قرض حسن من المنظمات العربية للحاق بالموسم الشتوي، ومستعدين نقدم قمح مقابل التمويل.
السيد/ محمد صالح عبد الرحيم طالب بالاهتمام بالصناعة التحويلية لأنها تعطي قيمة مضافة للمنتجات الزراعية. السيد/الشيخ مصطفى الشيخ أشار إلى أن أغلب التمويل يتم حاليا من البنك الزراعي ، وان بنك التنمية الافريقي مول 120 ألف فدان ذرة لصالح برنامج الغذاء العالمي ، وأشار إلى أن مدخلات الزراعة في السودان كلها موجودة في الدول العربية لهذا ينبغي تنشيط المنطقة العربية الحرة. ونطلب تمويل طويل ومتوسط الاجل لتمويل التقنيات الحديثة مثل طائرات الدرونز الزراعية. وأشار كذلك إلى أن من المنتجات الجاهزة الان اللحوم، مشيرا للربحية العالية جدا في الزراعة بشقيها النباتي والحيواني.
في ختام اللقاء أشار بروف الدخيري إلى استمرار مثل هذا الاجتماع أسبوعيا في شكل منصة B2B برعاية المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، وان مجتمع رجال الأعمال السودانيون بالقاهرة مدعوون للتواصل بالحضور الفعلي لمكتب المنظمة بالقاهرة، ومن هم بالسودان أو الدول الأخرى يتواصلون عبر تقنية الزووم.
وأشار إلى أن القرارات في القطاع الخاص تتخذ بصورة أسرع، لهذا التعويل كبير جدا على هذا القطاع في جهود التعافي. تعليق: هذا الإجتماع من المبشرات الإيجابية التي تدفع للأمل والتفاؤل بعيدا عن أجواء الحرب والموت والدمار.
نرفع القبعات تحية واجلالا لسعادة الاستاذ احمد ابو الغيط الأمين العام للجامعة العربية الذي وجه بقيام مبادرة إسناد الموسم الزراعي في السودان ، وللسادة وزراء الزراعة العرب الذين أصدروا قرارا في هذا الشأن ، وللبروفيسور ابراهيم الدخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية وأفراد تيمه العامل ببيروت والقاهرة وبغداد وعمان وكل الدول العربية ، ولن ينسى السودانيون هذه الوقفة الرائعة معهم في هذه الظروف. والله الموفق.