زوايا المرايا / د. زينب السعيد

ابني مات مرتين

د. زينب السعيد

لم يغب ابني الحبيب يوسف عن ذاكرتي لحظة رغم مرور سبع سنوات علي رحيله المر ، كان دومإ ملازمني وملامحة المضيئة وابتسامتة البرئية ، وطبعه النبيل في حلي وترحالي ..صحوى ومنامي ، في مثل هذا اليوم فقدته وتعلمت درس كبير من الحياة ، وتعلمت معني كلمة ( مرارة الصبر علي فقد الأبناء ) وعرفت معني ان سلعة الله غالية وان الجنة وبيت الحمد لايناله الامكتمل الإيمان صاحب الأنقياد بالرضا والتسليم…

جاءت ذكراه اليوم ومعالم الحياة كلها تغيرت فقدنا خيرة الشباب والحرب اكلت الأخضر واليابس ، ابتلاء من نوع جديد يحتاج ايضإ للصبر ففيه نقص للاموال والانفس والثمرات ، وقبل ان نفيق من صدمة الحرب ومالآتها، هزت اركاننا مصيبة الموت مرة اخري ؟ ولأن( الموت نقاد يختار الجياد) فقد انتقي من وسطنا ابن اخر ، وسيم قسيم بالغ اللطف والنبل ،( اخو بناتي ) وسندهن الذي لايتأخر لحظة اذا ما احتجنا اليه ، كان حاضرآ لايتلكأ لحظه نجده أمامنا، كان ابني حقيقة وكنت امه أحق..(دكتور مصطفي) اخو البنات رحل عنا في يوم وليله ، وكأن الدنيا أرادت ان تلقنا مزيدآ من دروس الصبر المرير ، اعرف واشهد كما شهد كل من عرفه انه عند خالقه في واسع الرحمة فإن ميزانه من حسن الخلق لابد أن يكون راجح بكل ذنوبه فهو اخو الاخوان ومؤنس الجيران البار الصادق الأصيل…

ابتسامته مبذولة صدقة وكلمته الطيبة اصل ثابت وفرعها في السماء .. هل التقيت يوسف يامصطفى؟ وهل سألك عن حالنا ؟ وهل التقيت بكل الشباب والأموات من الأهل والاحباب ؟ كنتما قبس أضاء حياتنا واختاركما الله الي جواره ونحن أحياء لحكمة فمن مات ووالديه احياء يحظى بدعاء صادق يرفع الي السماء ويقبل بأذن الله ..

يوسف الحبيب الأقرب الي من انفاسي بعد فقدك ماعاد بنفسجي يزهر ولكن ايماني أقوى، ماعدت اضحك من قلبي لكن يقيني ارسخ، ماعدت أميز الألوان، لكن بياض قلبك افرغ من دواخلي كل أمراض القلوب نم بسلام ياصغيري سنلتقي حتمآ ولن نفترق مرة اخري …الحبيب مصطفي ، وكأني اسمع صوتك الحبيب يرد ( نعم ياماما زينب ) كن آمنآ في جوار ربك الذي اختارك في أيام الرحمة حتمإ ليرحمك وسنلتقي وتجتمع بزوجتك النبيلة وصغارك الاحباب ووالديك واخوتك ، …

زاوية قبل الاخيرة..

يوسف ومصطفي طبيبان غاية في الإنسانية والرجولة فقدناهما فجأة كما فقد ملايين الآباء والأمهات أبنائهم ..اختارهم لجواره واختارنا لهذا البلاء العظيم لان وسع ايماننا يحتمل مرارة الفقد فبحول الله وقوته لن نضيع الكسب رضينا وقبلنا يا الله فهل تم البيع؟ زاوية اخيرة .. اللهم عاملهما بالإحسان لابالميزان واسبل عليهما العفو والرضوان..

اترك رد

error: Content is protected !!