اسامة عبدالماجد
¤ طفت على السطح كثير من التعليقات، حول تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار في قناة الجزيرة في اعقاب مشاركته الاخيرة في قمة الايغاد.. والتي حملت كثير من الانتقادات لعقار في توصيفه لمجريات الحرب.. وكذلك اعلانه عن لقاء بين الرئيس عبد الفتاح البرهان وقائد المليشيا حميدتي.. وكأنه يطلق النار من بندقيته على الجيش.
¤ الانتقادات لعقار اخذت منحى آخر بالقاء اللائمه على البرهان، لاختياره نائبا له.. وباسترجاع ماضيه، في التمرد.. وظلمه البعض عندما شبهه بالمتمرد حميدتي.. هي اصوات تعبر عن اشفاقها من ان تحدث تصريحات عقار انتكاسة سياسية او قد تحدث تغييرا في الموقف الحكومي ازاء المليشيا الاجرامية.
¤ ليس هناك من شك حول تطابق الرؤية الكلية لعقار، مع التوجه الوطني للقوات المسلحة في حفظ امن وسيادة البلاد، من اي تمرد او اختراق.. قبول عقار للتكليف بخلافة المتمرد حميدتي.. دليل على اتفاقه على اي توصيف او تصنيف للقوات المسلحة للمليشيا و قائدها.. ودليل شجاعة وفيه قدر كبير من (الرجالة).
¤ تلاحظون ان كثير من السياسيين وقادة الحركات وحتى بعض الصحفيين، يتحاشون الحديث عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع.. التي اعتدت على مقارهم وبيوتهم وربما نساؤهم.. ومع ذلك آثروا الصمت.. بينما ماتعرف بلجان المقاومة مثل جسم حي كافوري قالت (لا للمليشيا).. رغم ان ماحدث من المليشيا ينفصل عن مجريات الحرب واسبابها.. وحول جدل من اطلق الرصاصة الاولى.
¤ اذن الذين صمتوا اما يخشون انتقام محتمل من جانب المليشيا.. او ان يفضح قائدها المتمرد امرهم ويكشف عن تسولهم عند ابوابه او حذائه.. وهذا لا ينطبق على عقار الذي لم يابه لحمبدتي وعصابته.. المهم للغاية ان تعيين مالك قطع الطريق امام اي عودة – بضغوط دولية او محلية – لقائد المليشيا لشغل المنصب الرفيع الذي لم يشعر معه احد جدارته به.. لم يتحسر احد على اقالة المتمرد حميدتي عدا خالد سلك.. مايبعث للتساؤل عن علاقة الاخيرين ببعضهما.. وعن مايجمعهما خلف الكواليس.
¤ قامت الدنيا ولم تقعد عندما اعلن عقار عن مقترح للايغاد بعقد لقاء مباشر للبرهان مع قائد المليشيا.. وكانما الاقتراح جاء من مالك… يقف الرئيس الكيني وليام روتو وراء المقترح… وموقفه من الحرب فيه قدر من التحامل على القوات المسلحة ان لم يكن فيه مساس بالسيادة الوطنية.. ولو اردتم معرفة ماوراء المقترح الملغوم ارجعوا الى الزيارة السرية التي قام بها روتو الى السودان مطلع العام الماضي عندما كان نائبا للرئيس ببلاده.. ومن وقف وراء تلك الزيارة المشبوهة التي ازاحت عنها الستار وسائل اعلام خارجية.
¤ يعلم اي شخص من غمار الناس ان عقد اي لقاء للبرهان مع المتمرد مرفوض في الوقت الراهن من جانب الشعب السوداني قبل البرهان.. فما بالكم بعقار نائب الرئيس الذي تصدي في اجتماع رؤساء الايغاد لمحاولة خبيثة لابعاد الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت من رئاسة اللجنة الخاصة بمتابعة الشان السوداني.. كما طالب مالك بحذف عبارات في البيان الختامي تضعف الموقف الرسمي للحكومة السودانية.
¤ يمثل عقار الشق المدني بمجلس السيادة.. وقد تبدو تصريحاته او ادائه مختلفا بعض الشئ من الجيش.. وهذة زواية يجب عدم اغفالها.. ربما يتبادلون الادوار… لايستطيع احد ان يزايد على عقار وهو من اوائل الذين انتقدوا الاتفاق الاطاري – احد اسباب تمرد حميدتي – .. عندما قال تنقصه الشمولية ووصفه بأنه شبيه بإتفاق الصفوة ويحتاج للتطوير.. كتبت امس في احد مجموعات التراسل الفوري.. (اتركوا عقار يعوس والجيش يدوس)..
¤ ومهما يكن من امر.. دعونا من عقار فالجيش اكبر منه ومنا جميعا.. جيش كما قال احد جنوده البواسل شاعر الحماسة العسكرية محمد علي عبد المجيد:
جيش رجاله تفوت الحد
خلي الرهيفة تنقد
البربطنا بيهو الجيش لا ماكل ولا مشرب
ولا منصب ولا مرتب
البربطنا بيهو عشق جوانا اتركب
