ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

إبراهيم جابر ومعاش الناس

د.عادل عبدالعزيز

خلال شهور الحماس والثورة من ديسمبر 2019 ولفترة طويلة بعدها، والشباب يحتشدون وقتها بميدان الاعتصام لساعات ويعودون لبيوتهم ليجدوا المأكل والماء والكهرباء، فيرتاحون قليلاً ليعاودوا الاعتصام مجددا في اليوم التالي، لم يفكر الكثيرون في سر انتظام الخدمات واستمرار عمل المخابز والبقالات ومحطات الوقود رغم الأجواء المشحونة بالمظاهرات وقفل الطرق والتتريس. كان اللواء (حينها) إبراهيم جابر يقف وراء هذا بكل المسؤولية، والحرص، والاهتمام والمتابعة.
على سبيل المثال كان احتياج السودان حينها من دقيق القمح ليغطي عمل المخابز في كل انحاء السودان 100 ألف جوال يومياً، ولولاية الخرطوم نصيب الأسد بحصة 43 ألف جوال يومياً، رقم هائل يحتاج التنسيق والمتابعة مع وزارة المالية وبنك السودان والولايات والمطاحن الكبرى التي كانت تعمل على مدار الأربعة وعشرين ساعة لإنتاج هذه الكميات الهائلة. كان يقوم على أمر هذا التنسيق إبراهيم جابر في اجتماعات يومية بهذه الجهات ومتابعات على مدار الساعة للوقوف على التنفيذ من خلال تقارير الولايات والأجهزة الأمنية المختصة.
على ضوء هذه الخلفية اطمئن قلبي كثيرا بإسناد مهام انتظام انسياب السلع الحياتية الرئيسية، والخدمات الأساسية، في الولايات التي خرجت من أتون الحرب لهذا الرجل ذو الخبرة والأفق المتسع.
رأينا إبراهيم جابر ومعه كوكبة من الوزراء والمسئولين في زيارة لأسواق المحاصيل بالقضارف، هذه المنطقة التي تمثل صمام الأمن الغذائي للسودان، حيث بشرنا ألا مجاعة في السودان بحمد الله من خلال الإنتاجية الواسعة في الموسمين الصيفي والشتوي للحبوب الغذائية الرئيسية، والمخزون العامر بصومعة غلال القضارف التاريخية.
وفي محطة مياه بيت المال، رفقة الوالي النشط المجاهد أحمد عثمان حمزة، بشرنا إبراهيم جابر بأن خدمات الكهرباء والمياه لأمدرمان القديمة سوف تنتظم خلال أسبوعين. وتقدم بالشكر لوزارة الشؤون الاجتماعية، وشركة الموارد المعدنية، اللتين ساهمتا في جهود إعادة الكهرباء والمياه، فهنيئاً لأهلنا بمنطقة أم درمان القديمة، حيث يمكنهم العودة لبيوتهم خلال أسبوعين.
ومن خلال لقاء مع إبراهيم جابر بمحطة مياه بيت المال بشر بانتظام انسياب المواد البترولية، بعد أن تم التخلص من الدعم المشوه في هذه السلعة، حيث كان يتم الاستيراد سنويا بقيمة 2 مليار دولار والعائد للخزينة العامة 600 مليون دولار، معنى هذا عجز مالي سنوي في هذا البند يبلغ 1.4 مليار دولار كان يستقطع من قوت المواطن المسكين ليذهب غالبه لوقود عربات الركوب الفارهة. ولعلنا نعود لهذه الجزئية المهمة في مقال لاحق حول فوائد الحرب الاقتصادية!
ان الأنشطة والزيارات الميدانية للولايات من السيد رئيس مجلس السيادة، ونائبه، والسادة أعضاء مجلس السيادة الفريق أول ركن الكباشي، والفريق أول ركن العطا، والفريق مهندس بحري مستشار إبراهيم جابر، تطمئن الى أن حرب الفئة المتمردة الإرهابية الى زوال قريب بإذن الله. والله ولي التوفيق.

اترك رد

error: Content is protected !!