
مهما كان إهتزاز الضمير الإنسانى وغضبه لما حدث لأهل الفاشر ، ومهما تحدَّثت المنابر والوسائط الإعلامية عن حجم الإجرام الذى إرتكبته مليشيا الجنجمارات الإرهابية فلن تجد وصفاً أبلغ من أن الأوغاد لم يجدوا شيئاً ينبض بالحياة إلاَّ وحوَّلَوه إلى موتٍ وفناء ، وما وجدوا شيئاً قابلاً للحياة إلاَّ ودمروه .. فكل الشرفاء من شعوب العالم كانوا يتميزون من الغيظ وأكبادهم تنفطر وتتفتت من القهر والألم لتلك الأجساد النحيلة التى أنهكها الجوع وهى تنظر لفوهات البنادق فى سكونٍ ومهانة وإستسلام تام تنتظر رصاصات الجُبن والخِسَّة دون جزعٍ أو توسل للقتلة ..!! وإزداد الضمير الإنسانى وجعاً وهو يرى الإبتسامة البلهاء ورغوة الدماء فى وجوه وأفواه القَتَلَة وهم يرفعون عقيرتهم بالتكبير وسبابتهم والوسطى نصراً أو شهادة وهم يقتلون الطفل فى حجر أمه ..!! يالجهالتهم وبؤسهم وغبائهم ..!! وهم معذورن فى تلذذهم بالدماء فشرعتهم من شرعة الهالك وذاك الأهطل قائد ثانى القطيع التى هى من شِرعة شيطان العرب فى سفك الدماء والإستقواء على الضعفاء .. لاسلَّمه الله ولا سلَّم إماراته التى ليس لها فى قاموسها السياسى إلاَّ إشعال الحرائق ، وليس فى قاموسها الأخلاقى سوى الغدر بالإنسانية والتلذذ بالدماء وإيذاء الأبرياء ..!!
فما نقلته َ هواتف القتلة من مقاطع مؤلمة وكأنها فصولٌ من روايات ( ألف قِتلَة وقِتلة) أو مشاهد من أفلام الرعب وتناقلتها الدنيا ( فى القِبَل الأربعة ) جعلت العالم الحُر يشعر بالخزى والعار ويتلقى العزاء فى الإنسانية الموؤدة عدا المنتسبين للقوى السياسية الإنتهازية والتى يمقتها الكثيرون من أهل السودان فلا يزالون يلعبون دور الخيانة المطلقة ودور المُحَلِّل والدفاع عن المليشيا ومحاولات تبييض وجهها والتقليل من قبح جرائمها بالتبرير والمقارنات ..!!
فلن تُطوَى هذه المأساة الإنسانية التى أحدثها ناقص العرب وشيطانهم عبر كلابه ووكلائه ( آل دقلو) ، ولن يتعافى المجتمع السودانى قريباً من أثر الفأس التى على ظهره ومن آثار الفظائع التى إحتار من بشاعتها أسلافهم التتار ..!! وهو ما سيقود لأن ينتقم ضحايا تلك الإعتداءات الوحشية لأنفسهم بأنفسهم من فرط ما لحق بهم من أذى ( وما أكثرهم ) دون إنتظارٍ من أحد ليحقق لهم العدالة التى غابت فى سنوات الحرب والهياج ..!!
نعم ستنتهى الحرب بالقضاء على دابَّة الأرض القادمة من عمق الصحراء الأفريقية بحول الله وقوته بكلفة أخلاقية وإنسانية وأمنية وإقتصادية مجتمعية عالية جداً دفعها أهل السودان مقدماً ( وإن كان الجناح السياسى للمليشيا الإرهابية لا يعتقدون ذلك ..!! ) .. ويقينى أن كل من يقرأ المشهد العام بعمق يُدرك أنه لن يكون سلاماً مستداماً ولا أمناً وأماناً لحواضن المليشيا مطلقاً .. فأم قرون التى حَرَّضت كلابها لقتل أهل السودان ، وأخرجت ما كانت توارى به سوأتها بقذارته ونتانته إمعاناً فى التحريض أوغرت بأفعالها تلك صدور المكلومين وأشعلت نار الكراهية ضد جميع عربان الشتات من جميع أهل السودان وستتوارث الأجيال المتعاقبة جيلاً بعد جيل تلك الكراهية لكل من ينتمى إليهم لأنها قد تجذَّرت فى العقل الجمعى لضحايا المليشيا الذين لن يبارح ما حدث ذاكرتهم ، وبالتالى لن تكون للعدالة الإنتقالية مكاناً لا فى المستقبل القريب أو المستقبل البعيد ولن تسعهم هذه الأرض معاً من جديد ، ولن يكون للعدالة الإنتقالية مجالاً للتطبيق مع أولئك الأوغاد الذين لا يُجدى معهم إلاّ السيف والقتل وإقتلاعهم من أرض السودان وإعادتهم إلى مغاراتهم وكهوفهم فقد أحرقوا مراكبهم بكل غباء الدنيا وأحرقوا معها حُلمنا وصبرنا عليهم ( والله أكبر عليهم ) .. أما أنت يا زهرة مدائن دارفور ستعودين بإذن الله وتعود مراكب ريدنا لى برّ الأمان ..!!
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .
✍🏾 لواء شرطة (م) :
د . إدريس عبدالله ليمان
الجمعة 31 أكتوبر 2025م



