(1)
خلال ساعات محدودة (ما بين مساء الخميس إلي الجمعة 11 نوفمبر) أنتقل سام بانكمان من ملياردير في رصيده 16 مليار دولار إلي مفلس حسابه صفر وأنهارت إمبراطورية العملة المشفرة بيتكوين ، وقد وصفت بلومبيرج ذلك بأكبر حدث تدميرا للثروة في التاريخ..
وعلي ذات المنوال، فإن الذين راهنوا علي خيار أجنبي ولاذوا بهم ، هم اليوم علي قارعة الطريق، لقد أنزاح غطاء التجهيل وتغييب الوعي وعادت للشارع سطوته ..
وتلك نهاية كل قرار وموقف مؤسس علي إفتراضات زائفة وإدعاءات كذوب، لقد خسرت عملة بيتكوين لإنها أستندت علي إفتراضات وهمية ، وسقطت المشاريع السياسية الأجنبية لأنها جاءت مصادمة للوجدان الشعبي بقيمه وهويته وعزته وإستقلال قراره .. سقطت الاوهام، لإن الضياء يكشف الخبايا والحقيقة تهزم التوهم..
لقد لجأ أصحاب الوثيقة الغشيمة للمكر والتحايل ومحاولة الإلتفاف علي ثوابت الأمة والتنكر حتي للعدالة والحرية التي يدعونها ، فأنكشف عنهم غشاوة التضليل وبهارج الزيف ، وسقطوا..
وتلك نهاية كل موقف لا يستند لجذور راسخة..
وربح الوطن وشعبه..
نعم الوطن وشعبه ، فقد كانت الرسالة دعوة للوحدة ودعوة للتوافق ودعوة للتركيز علي التحديات السودانية..
وتلك حقيقة ثابتة ، كلما أرتبطت غاياتك بالوطن ، وبقيمه وإستقلال قراره فذلك خيار رابح..
(2)
ثم ، أن نجاح أي فعل رهين بنتائجه والقدرة علي إستثماره ، فهل أفلح نداء السودان في حصاد الغرس ، هل وظف الحراك بما يوفر مسارا جديدا..
لقد كانت المنصة ، في حضورها ، وفي خطابها منضبطة ، رغم سعة الطيف وتنوع الحضور ، وهذا أقوي في تحقيق الرسالة.. ثم ماذا ؟
هناك إشارة جاءت من الناطق بإسم نداء السودان الاخ هشام الشواني ( سيطرح النداء (مقترح دستور إنتقالي) في وقت قريب) ، هذه خطوة للإمام وإستكمال للإعلان السياسي ، وربما من الاوفق إن تعكف اللجان علي خارطة طريق أكثر تفصيلا..
إن الطبيعة لا تقبل الفراغ ، وإقتراح البدائل وبسط الرؤي طريق قصير لمزيد من تقوية الصف وتعزيز المسار..
(3)
لم يكن موكب السبت مجرد تدافع ، وإنما رسالة في كل تفاصيله ، رسالة عن فتية أمضوا الوقت في التنظيم والترتيب والتأمين من مغامرات بعض المغرر بهم..
ورسالة في هذه الروح ، والجموع تردد (نحن جند الله ، جند الوطن) ، والفرح علي الوجوه..
رسالة في التفاعل مع الاحهزة الشرطة وتسهيل مهامهم من خلال الإلتزام بالسلمية والتعبير عنها..
رسالة وشباب يمثلون مستقبل الوطن يزيلون بقايا الموكب ، وتم تنظيف الشارع ، فهذا موكب للعافية وللبناء..
وهذا هو المثال السوداني في الفعل السياسي والتسامح والسمو بلا ضوضاء ولا تهريج..وهذه العافية وهذا الربح..