
بات من الجَلِّى أن الدويلة المصطنعة وبعد قرار محكمة العدل الدولية بالأمس بدأت تلعب على المكشوف لتأديبنا على تلك الجرأة والشكوى ولتُرغِمنا على التنازل عن هذا الوطن الغالى بل عن كُلِّ موارده التى لانستحقها بزعمهم ، وأن نُسَلِّمُ وطن الجدود لكلابها البَريَّة من المليشيا وكلاب حراستها من بعض القوى الوطنية البائسة فلجأت إلى هذا التصعيد النوعى بضرب مستودعات البترول فى الميناء الجنوبى وفى المصفاة ومطار بورتسودان مما يُعَدُّ خرقاً للأمن القومى وللسيادة الوطنية ، وذلك على مسمع ومرأى من إخوتنا فى العروبة والإسلام أعضاء الجامعة العربية ، وإخوتنا فى الجوار والمصير المشترك أعضاء الإتحاد الأفريقى وإخوتنا فى الإنسانية أعضاء للأمم المتحدة .. فهذه الدويلة التى طَغَتْ فى البلاد وأكثرت فيها الفساد ولم تجد من يردعها تريد لنا بكل اللؤم مصيراً يخدم مصالح النجمة السداسية والديانة الإبراهيمية فَفَرَضَتْ علينا هذا العدوان الوقح لنُذعن لما خططت له ونَنغَمُس فى مخاوفنا ومآسينا ونَضعُف ونَستَكينْ ونُعلِن الحِداد على هذا الوطن ليَسهُلَ عليهم إعادة رَسمَ الحدود وتغيير الخارطة الديموغرافية وتمزيق النسيج المجتمعى لأهل السودان بما يتفق مع مصالحهم وتحالفاتهم ولتكون الفشقة لهم وذهب جبل عامر لزينة نِسائِهم وخزائنهم ..!! ولعلَّهم لايُدرِكون صلاح أهل السودان وإقتدائهم برسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
فوالله لن يُخزيهم الله أبداً وهم يَصِلونَ الرَحم ويَحمِلونَ الكَلَّ ويُكسِبون المعدوم ويُقرون الأضياف ويُعينون على نوائب الحَقِّ إقتداءًا وتأسيَّاً ..!!
فامضِ يا اِبن ناقِصَة فيما أنت فيه ماضٍ من تخريبٍ لبلادنا بالإستقواء بأرزل المخلوقات وأحَطَّ الكائنات فسيرتَدُّ إليك السهم وستُحرِقُكَ النار التى أوقدتها .. وإستمرى يا إمارات الشَرّ فى هذا الخراب والإرهاب فلن تزدادى عن وجداننا إلاَّ بُعدَاً ومن الحُفرَة التى أرَدتِ دفنَنَا فيها إلاَّ قُرباً وَدُنُوَّاً .. وسيظّل هذا الوطن العزيز شامخاً باسقاً تتهاوى أمام هيبته وقامته ووقاره كل المؤامرات والمكائد ، وسيبقى مِشعلاً لا يخبو ضؤوه ولا ينطفئ ..!!
والأمر الذى لابد أن ننتبه إليه مع إزدياد العدوان والخطر معلوم المنبَع مجهول المصدر والذى تُشِير كُلٌَ الشواهد والدلائل إلى أنه إماراتى سواءًا كان بالأصالة أو الوكالة (فالأثر يَدُّلُ على المسير والبَعرَة تَدُّل على البَعير ) ..!! ففى هذا التوقيت ولاتزال النيران مشتعلة والدخان يملأ الآفاق بدأت بَعض الأصوات المنكرة التى تُثَبِّط الهمم والعزائم وتتردَّد نغمة اليأس بانَّ الأمر قد إستقام للمليشيا الإرهابية وأعوانها ولابد من رفع راية الإستسلام ( التفاوض ) والرضوخ لشروط الإذعان قد بدأت فى الظهور فى الوسائط ومختلف المنابر ..!! وخَابَ مَنْ ظَنَّ أنْ الشعب السودانى قد إنهزم ..!!
ومع كل هذا العدوان الوقح والصمت الدولى الأكثر وقاحة على جميع أهل السودان لاسيما أهل الفكر والصلاح والإستنارة من العلماء والدعاة والنُخب وأهل الإعلام ورجالات التربية والتعليم القيام بحملة وطنية واسعة لبناء منظومة تبث الأمل فى جميع أهل السودان حتى لايظل أحدٌ منهم رهين محبس الإحباط واليأس الذى هو صنو الكُفر ( إنَّهُ لاَ ييأسُ مِنْ رَّوحِ اللَّهِ إلاَّ القَومُ الكافِرون )
وعلى حكامنا أن يتركوا أحاديث الصباح والمساء والهمز واللمز وأن يعوا بأنَّ الحرب قد أضحت جزءًا من هموم أهل السودان اليومية المؤرِّقة الذين إستطاعوا التعايش معها ..!! لكن هذا العدوان الصريح والحرب المعلنة تستوجب إعلان حالة الطوارئ دون تردد ومراجعة سياستنا الداخلية والطريقة التى تُدار بها الدولة ، وإعادة تقييم علاقتنا مع الدول الراعية والداعمة للمليشيا الإرهابية وإتخاذ مايلزم من إجراء يتفق وخطورة الأمر .. ومن العار على حكامنا الإختباء فى كهوف التَحَدِيَّات والوضع العام .. فكفانا إهانة صفعة محكمة العدل الدولية التى تسببت فيها وزارة العدل بسوء تدبيرها .. فالتراخى فى إتخاذ القرارات الرئاسية المصيرية مخافة المجتمع الدولى المنافق وضغوطاته سيخلق أزمة أكثر تعقيداً فى الحاضر وفى المستقبل ..!! فمن يخشى أن يتألم .. سيتألم ممَّا يخشى ..!! أو كما قال الفيلسوف الحكيم ..!!
الا هل بلّغت اللهم فاشهد ..
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .
الثلاثاء ٦ مايو ٢٠٢٥م