لو تقدم الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية لو تقدم بإستقالته اليوم لجثت الأحزاب السياسية على ركبتيها وترجته بعدم الإستقالة ويرجع السبب الى أن التنازلات التى قدمها عبدالفتاح البرهان للقوى السياسية تنازلات لم يقدمها أى قائد من الجيش السودانى من لدن الجعلى أول قائد للجيش السودانى بعد السودنة ولن يقدم مثل هذه التنازلات أى قائد للجيش سيخلف عبدالفتاح البرهان مع العلم أن القوات المسلحة تحسم فوضى السياسيين لكن هذه المرة فقد إستطاعت القوى السياسية أن تستغل ضعف قيادة المؤسسة العسكرية وتحول الصراع الى صراع سياسى بأدوات عسكرية.
وحتى لا نذهب بعيدا فقد جاء فى خطاب البرهان أمس الأول فى إفطار الفريق ياسر العطا أن يترجى من القوى السياسية من المجلس المركزى لقوى الحرية والكتلة الديمقراطية بالتنحى عن المشهد السياسى من أجل إستقرار البلاد وأشار البرهان فى حديثه الى أن الطالب الحربى يتم تدريبه على أن لا يثار أو يستثار وأظن أن طلاب الكلية الحربية الدفعة (٣١) لم يتم تلقينهم فى فنون القيادة أن القائد الحقيقى لا يترجى أحد إنما يصدر قرارات من شأنها أن تحسم الفوضى لكنه لا يترجى من أحد أن يتنحى على الإطلاق.
عبدالفتاح البرهان أنت ما زلت رئيسا للمجلس السيادى وقائدا عاما للقوات المسلحة أمامك فرصة واحدة فقط أن تعين رئيس وزراء مدنى فى أسرع وقت ممكن درءً للفتنة ويقوم رئيس الوزراء بتعيين حكومة تصريف مهام بصلاحيات محدودة ومهام محددة أيضا ويتم الإعلان عن تحديد مواعيد لإجراء إنتخابات ويتم تسليم الحكومة لمن يفوضه الشعب السودانى ويتفرغ الجيش للقيام بدوره المنصوص عليه فى الدستور ولا يمكن أن تظل الأوضاع بالسودان بهذا السؤ وأنت على رأس الهرم السيادى والتنفيذى والعسكرى وهذه المناصب لم يشغلها غيرك بالسودان ورغما عن ذلك لا تستطيع إتخاذ قرارات تحفظ هيبة الدولة والحكومة والقوات المسلحة وقبلها تحفظ وتحافظ على كرامة المواطن السودانى الذى أصبح مواطن فقير فى وطن غنى بكل الموارد.
عبدالفتاح البرهان أنت تعلم أنه لا يحق لأى حزب أو مكون سياسى أن يتحدث عن هيكلة القوات النظامية إلا عبر برلمان منتخب من حقه يمارس دوره التشريعى الرقابى على أكمل وجه أما مسألة كشف عورة القوات النظامية أمام عملاء السفارات فهذا يعنى قمة سنام الهوان فالشأن العسكرى يجب أن لا يخضع لمساومات سياسية مهما كانت هشاشة وضعف الدولة ويكفى الخطأ الذى إرتكبته هذه الحكومة عندما قامت بحل هيئة العمليات بقرار سياسى افرغ محتوى الحكومة فى جنود تم تدريبهم وتأهيلهم باقصى ما يمكن وتتم عملية حل هيئة العمليات بهذه البساطة وهناك من يتربصون بالقوات المسلحة وسيتم تفكيكها مثل الجيش العراقى والجيش الليبي واليمنى ووقتها سوف لا ينفع الندم والآن الكرة فى ملعب البرهان أو الفوضى الشاملة.
نـــــــــــــص شـــــــوكــة
إذا إخترق الحزب الشيوعى الجيش وقام بثورة مايو وقامت الجبهة الإسلامية بإختراق الجيش وقامت بثورة الإنقاذ الوطنى فإن الجيش اليوم أحنى ظهره لبعض القوى السياسية فأمتطت ظهره جهارا نهارا لتنفيذ كل ما عجزوا عن تحقيقه فى الأنظمة السابقة.
ربــــــــــع شـــــــوكـة
عبدالفتاح البرهان القائد لا يترجى لكنه يصدر قرارات حاسمة وقاطعة وجازمة فإن عجزت فإن هناك مئات الضباط بإمكانهم حسم الفوضى التى أحدثها السياسيين.