هل يمثل وداع البرهان لسفراء جدد ، وعودة بعض الترتيبات الأدارية بالخارجية تحريك لرياح الدبلوماسية السودانية؟؟
الرواية الاولي
إعداد : القسم السياسي
نهاية الاسبوع الماضي التقي رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بعدد من سفراء السودان الذين تم قبول ترشيحهم بعدد من الدول ، بغرض الوداع – كاجراء تقليدي ومراسمي – قبل توجه السفراء الي محطاتهم الجديدة في الخارج .
وفق تصريحات السفير نادر يوسف الوكيل المكلف حالياً لوزارة الخارحية والمتوجه ضمن السفراء الجدد لاستلام مهامه سفيراً ومفوضاً فوق العادة بتركيا فقد زودهم رئيس مجلس السيادة بالموجهات الرئيسية وقدم لهم النصائح الواجبة من اجل تعزيز وتوطيد علاقات السودان مع الدول التي سيتولون فيها مهامهم كسفراء للبلاد بها ، علماََ بأن هذه المجموعة تشمل السفراء الجدد لكل من : تركيا و روسيا والسنغال وبلاروسيا وكينيا ..
ومما يجدر ذكره أن رئيس مجلس السيادة سبق وان ودٌع قبل اسبوعين عدد من السفراء المتوجهين لاستلام مهامهم في اكثر من عشرة سفارات بالخارج من ضمنها الإمارات والمغرب وسلطنة عمان ..
يشار الي ان حوالي خمسين سفارة سودانية بالخارج ظلت ولاكثر من عامين بدون سفراء وبعضها يدار بواسطة صغار الدبلوماسيين ، مما افقد السودان فرص عظيمة لتعزيز علاقات الدبلوماسية مع حوالي خمسين دولة ، وفتح آفاق التعاون في المشاريع التنموية المشتركة مع هذه الدول وجذب الاستثمارات ورعاية مصالح الجاليات السودانية بها . وتسبب هذا الغياب الدبلوماسي في تعطيل مصالح السودان وشعبه ..
ووفقاََ لمصادر خاصة فانه يجري الان داخل اروقة وزارة الخارجية بالتنسيق مع مجلس السيادة إجراءات ترشيح حوالي خمسة عشرة سفيراََ جديداََ يتولون مهامهم بشكل عاجل في سفارات شاغرة من السفراء لاكثر من عامين..
وتفيد المتابعات اللصيقة لهذا الملف بأن السبب الرئيسى لهذا الفراغ الدبلوماسي خلال الاعوام الاخيرة في بعثات السودان الخارجية مرده للمنافسة الحادة والصراع بين مكونات قوي الحرية والتغيير داخل وزارة الخارجية وخارجها، فتكالبت أحزابها علي تمكين عضويتها وكوادرها بوازرة الخارجية ، وبالتالي السفارات الخارجية .
كذلك قد تسبب تعاقب وزراء خارجية من احزاب مختلفة في تعطيل حركة الترشيحات للسفراء والدبلوماسيين لتولي مهامهم بالخارج ، بالإضافة الي بروز الصراع الواضح بين قدامي الدبلوماسين والعائدين للوزارة بعد ثورة ديسمبر ، فتعجل القدامي للاستحواذ علي سفارات بعينها خاصة في اروبا ، وإمعانهم في تجاوزهم لزملائهم العائدين بعد فترة غياب للوزارة والذين بدورهم كانوا يعتبرون انفسهم اكثر احقية بهذه المناصب كتعويض لفترة معارضتهم لحكم الإنقاذ ، واتهامهم للذين خدموا مع الانقاذ لاخر يوم وكانوا يدافعون عن سياستها .
و من آثار هذا الصراع في ترشيحات السفراء والدبلوماسيين ان أدي الي تعطيل عمليات استيعاب دبلوماسيين جدد عبر لجنة الاختيار القومية .
وطفح هذا الصراع بشكل واضح حتي علي صفحات الصحف ، ويقول العالمون ببواطن الامور ان ضراعاً كان يدور بين الوزيرة السابقة د.مريم الصادق والتيار الموالي للحزب الشيوعي ايضا ( الخارج عن قحت ) في الوزارة ، وكانت من مظاهره التراشق بالاتهامات ، خاصة وان كثيراََ من المتقدمين لهذه الوظائف رسبوا في الامتحان التحريري وفي المعاينات ، مما أدي الي تدخل رئيس الوزارء السابق د. حمدوك بتكوين لجنة التحقيق الشهيرة في موضوع إستيعاب الدبلوماسيين الجدد ، وبالفعل اكدت اللجنة حقيقة ضعف اغلب المرشحين لهذه الوظائف وابعدت كثير منهم ..
ومن الملاحظات الجديدة في ديوان الوزارة ومبانيها علي صعيد الخدمات فتلاحظ عودة شركات النظافة لأداء مهامها بعد انقطاع لاكثر من عام في ظل عدم التزام الوزارة بدفع مستحقات هذه الشركات وإلغاء عقودها مع الوزارة، وكذلك تم صيانة المصاعد الكهربائية للعمل بعد أعطال دامت لاكثر من عام نتيجة إهمال الصيانة الدورية .
كما تلاحظ ايضا عودة خدمات الضيافة العادية من المشروبات لمكاتب الوكيل والمدراء والمدراء العامين .. بعد ان درج الدبلوماسيين في عمل ال ( شيرينق ) لشراء الضيافة والمشروبات للسفراء والضيوف الاجانب تجنباً للحرج بعد إنعدام بند الضيافة لاكثر من عام ونصف ..
كذلك استأنف بشكل ملحوظ التنسيق والتعاون بين وزارة الخارجية والوزارات والموسسات الاخري في ظل حراك جديد وواضح داخل اروقة الوزارة لملفات تعاون مشتركة ولجان مختلفة مختصة بمتابعة قضايا دبلوماسية مع دول العالم كانت معطلًة طيلة العامين الماضيين بسبب عدم الانسجام والتناغم الخارجي بين المكونات السياسية لحكومة د.حمدوك ، وإنعكاس ذلك سلباً علي الحركة الدبلوماسية .. وابرز مظاهر فقدان الانسجام هذا تمثل في العلاقة المتأزمة بين وزيرة الخارجية د. مريم الصادق ورئيس الوزارء د. حمدوك ، الامر الذي اضطر د. حمدوك للتعامل المباشر وكيل وزارة الخارجية السفير محمد شريف حينها ..
يتوقع ان يمثل تعيين رؤوساء البعثات الجدد عودة لبعض الروح للدبلوماسية السودانية ، وانتظام دورة العمل في البعثات وتفعيلها بكامل طاقتها في تحقيق مصالح السودان مع هذه الدول .