اسامة عبد الماجد
¤ أولاً: يكشف الهجوم مدى تهور مليشيات حميدتي، وعدم امتلاكها خطة لاستهداف حاضرة ولاية الجزيرة مدينة ود مدني.. وغير متوفر لها خط امداد يمكنها من احتلال المدينة واحكام السيطرة.. ولكن التهور مسألة خطيرة ويعني قدرة المليشيا على التسلل لأي مدينة وإن كانت بورتسودان.. وفي ذات الوقت تكشف الخطوة عدم مبالاتها بوقوع خسائر في صفوفها.. وهذا يتطلب من القوات المسلحة وضع كافة الاحتمالات.. لانها تتعامل مع مليشيا متهورة ومغامرة
¤ ثانياً: هدفت المليشيا من الهجوم اشاعة الذعر والهلع وسط المواطنين.. وتشريدهم مرة اخرى، لأن العدد الأكبر من النازحين الذين فروا من حرب الخرطوم لجأوا الى ود مدني وقراها.. بالفعل انتشر الهلع في اوساط المواطنين ونزحوا باعداد كبيرة.. رغم سيطرة القوات المسلحة على الاوضاع..لكن المليشيا تريد تأكيد عدم استتباب الاحوال الامنية.
¤ ثالثاً: هناك مؤشر يؤكد ان المليشيا اقتحمت ود مدني دون خطة محكمة ومكتملة الاركان من خلال قدومها عبر الشرق.. حيث يوجد حائل دون وصولها لقلب المدينة حيث قيادة الفرقة (20) وهو وجود النيل وكوبري حنتوب.. مما يصعب عبورها الى المدينة، وبالتالي ستعتمد على قصف المدينة عشوائيا.. وهذا يحقق لها هدفها في بث الذعر والهلع واجبار المواطنين على النزوح.
¤ رابعاً: مهاجمة ود مدني وقبلها منطقة ابوقوته بمحلية الحصاحيصا وقرى شرق الجزيرة فضح المليشيا واكد ان حربها ضد المواطن.. حيث ان الجزيرة آمنة ولا تقع في اطار مناطق حولها نزاع او هي قواعد عسكرية.. ولذلك ادانت واشنطن الهجوم .. وقالت الخارجية الامريكية في بيان لها :(ان الهجوم على ولاية الجزيرة لا يتفق مع إدعاءات قوات الدعم السريع المعلنة بأنها تقاتل لحماية شعب السودان).. وهذا يعضد الراي ان المليشيا فاقدة للسيطرة وان الهدف الاول هو السلب والنهب عقب نزوح المواطنين.. وتعلم ان كثير من ممتلكات وثروات مواطني الخرطوم تم نقلها الى الجزيرة.
¤ خامساً: وجدت قيادة المليشيا نفسها في حرج بالغ عقب الهجوم على مناطق بالجزيرة.. مما اضطر احد المتحدثين باسمها ويدعى عمران الى تبرير الخطوة.. كردة فعل لزيارة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى المدينة في الثالث من ديسمبر الجاري.. وتصريحه بان مدني ستكون نواة لانطلاقة المجاهدين المستنفرين وانها رفدت باكثر من (40) الف مستنفر .. وقال المدعو عمران (وبالتالي اصبحت منطقة وهدف مشروع للدعم السريع)، على حد زعمه.. وهذا حديث خائب وكاذب تتفق فيه المليشيا مع قحت التي اصدرت بيانا امس.. وبررت جريمة المليشيا في الجزيرة ان المقصود منها ملاحقة الاسلاميين الذين اشعلوا الحرب.
¤ سادساً: ارادت المليشيا من الخطوة ايصال رسالة انه بمقدورها الوصول الى اي مدينة في السودان وهذا قد يكون صحيحا إلى حد ما.. لكن تبقى المحصلة النهائية في مدى قدرتها على احكام السيطرة بشكل كامل على المدينة المحتلة والسماح لعجلة دولاب العمل فيها بالدوران.. وانسياب الخدمات والسلع الضرورية.. دعكم من تشكيل حكومة وبسط الامن، فهذا امر آخر غاية في الصعوبة والتعقيد.. انظروا لحواضر ولايات دارفور، وفشل المليشيا في اعادة الحياة الى طبيعتها.
¤ سابعاً: ما من شك ان محاصرة القوات المسلحة للمليشيا في ولاية الخرطوم.. واحدة من الاسباب الرئيسة التي دفعتها لمغادرة العاصمة والتوجة نحو الجزيرة وحاضرتها وبواديها.. وقد غطت بالهجوم على ودمدني خسائرها الفادحة في عاصمة البلاد.. ويبقى السؤال هل باستطاعة عناصرها التي هاجمت الجزيرة، العودة الى الخرطوم متى ما ارادت ذلك؟!.
¤ ثامناً: يبدو قرار مهاجمة عصابات حميدتي للجزيرة فرديا وليس بقرار قيادة المليشيا.. وذلك ان خطوط الامداد صعبة للغاية.. والجزيرة كمنطقة مخنوقة وليس بمقدور المليشيا التحرك فيها بسهولة.. كما ان عدم معرفتها بالمنطقة سيؤثر على حركتها وانتشارها.
¤ تاسعاً: كشفت عملية الهجوم امر غاية في الاهمية وهو وجود مجموعات موالية للمليشيا من الخونة والمتآمرين وعناصر الطابور الخامس.. وهي مسألة متوقعة طالما ان زعيم المليشيا المتوحشة حميدتي اشترى ذمم الكثير من القيادات الاهلية والمجتمعية ورموز المجتمع.. واطراف ذات صلة بالصحافة والاعلام بجانب المجموعات المتفلتة من المجرمين ومن خرجوا من السجون التي حطمت المليشيا اوابها عقب تمردها واشعالها الحرب.
¤ عاشراً: في كل يوم تسقط قحت في نظر الشعب السوداني وتفقد مصداقيتها حتى تجردت تماما من ملابس الصدق.. اصدرت بيان امس بررت هجوم الجزيرة ودافعت عن المليشيا.. بالزعم ان تمدد المليشيا ونهب مواطن الجزيرة.. وكانما جاء ردة فعل لارتكاب القوات المسلحة لجرائم في جنوب دارفور جراء قصفها نيالا واستهداف المدنيين.. واستماتت قحت للربط بين الحدثين.. كما ان بيانها جاء بعد احراج واشنطن لها بادانة هجوم ودمدني والفاشر.
¤ حادي عشر: ماجرى في الجزيرة يتطلب من القوات المسلحة والحكومة تكثيف الجهد خاصة العسكري والاستخباري.. وذلك ان تمدد الحرب من شانه بث الاحباط لدى الشعب السوداني.. وزيادة رقعة التآمر الخارجي، واغراء دول الجوار بالتطاول على بلادنا.. وتشعر معه قيادة المليشيا الجاهلة ان السيطرة دانت لها ويدفعها ذلك لمزيد من ارتكاب الجرائم.