قفزت المضاربات الوهمية باسعار الدولار الي ابعد مما كان يتخيل اكثر المتشائمين (720) جنيها ، تحول الدولار نفسه الي سلعة ونجحت بعض الاطراف في استثمار اجواء الاضطراب الافتصادي والسياسي لتقفز بقيمة العملات الاجنبية الي معدلات خطيرة اجهزت علي ما تبقي من قيمة لعملتنا الوطنية الاخذة في الانهيار.
يعلم الجميع ان اسعار الدولار الموجودة في السوق الان غير حقيقية وانها قابلة للتغير في اي وقت اذا ما اقدمت الحكومة علي تبني اية خطوات لكبح جماح الدولار والسيطرة علي اسواقه التي تشهد كثيرا من الفوضي .
خلال الايام الماضية نشطت الاحاديث المتواترة عن ودائع (سعودية اماراتية) كبيرة قادمة من المؤكد انها ستسهم بقدر كبير في ايقاف نزيف العملة الوطنية المتواصل وستكبد المضاربين في اسواق الدولار خسائر فادحة..
لا اعتقد ان علاقات الدولة المنفتحة علي الخليج ستفشل في استقطاب الدعومات المطلوبة لانقاذ اقتصادنا الذي شهد تراجعا مخيفا وترد غير مسبوق..
ترى هل يمكن ان تسفر زيارة الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الي السعودية والامارات التي زارها كذلك نائبه الفريق اول حميدتي عن جديد فى السيطرة علي اسعار الدولار..
نتمني ان تحمل الايام القادمة مفاجات غير سعبدة للمضاربين في سعر الدولار ونامل ان تنعكس نتائج التواصل السوداني الخليجي علي اسواق الدولار بسرعة لان ترك الامر علي هذه الطريقة يعني نهاية وطن اسمه السودان.
نتطلع لتفعيل شراكات التعاون الاقتصادي وتنشيط اليات الاستثمار المتبادل والانفتاح علي افكار خارج الصندق في شان علاقات السودان الخليجية ، لا تريدها علاقات عند الطلب او حين الازمات نتمني ان تكون استراتيجية ومنتجة وفاعلة في كل الاوقات.
اعجبني بالامس تصريح لرئيس اتحاد اصحاب العمل السوداني السيد هشام السوباط حمل جرعة تفاؤل يستحقها الشعب السوداني في هذه الايام، السوباط قال ان الايام المقبلة ستشهد ضخا للاموال والتدفقات المالية بالبنك المركزي والجهاز المصرفي.
السوباط اضاف في تصريح نقلته منصة ( لايف سودان) المميزة امس ( ان هذه الخطوة ستنعكس ايجابا علي عملية تحقيق الاستقرار لسعر الصرف وارتفاع قيمة العملة الوطنية)، قبل ان يمضي للتوقعات المرجوة بان تحدث هذه الخطوة خسائر فادحة في اوساط المضاربين.
نتمني ان تشهد الايام القادمة انفراجا في اسواق الدولار وان تصدق تصريحات السوباط ونشهد تراجعا يكبد المضاربين خسائر تمنعهم من التعامل مستقبلا مع الدولار كسلعة للبيع والشراء..
علي قيادة الدولة تطمين المواطن واقناعه بانها تستشعر وجود خطر حقيقي علي الاقتصاد الوطني جراء التراجع المخيف في العملة الوطنية..واحاطته علما بما تفعله من اجل كبح جماح الدولار مازلنا نلاحظ غياب الخطاب الرسمي في الجوانب المرتبطة بتطورات تصاعد الدولار.
نتمني صادقين انهيار مملكة المضاربين في سوق العملة ونامل في ارتفاع الحس الوطني لدى المتعاملين في هذا المجال ونسال الله ان يلطف بالشعب الذي يتحمل مرغما ومقهورا نتائج هذه المضاربات المدمرة لاقتصادنا الوطني…