د.زينب السعيد
برغم قناعتي بأن السودان وطن كرامة وعزة وتقاليد وأعراف متجزرة إلا انني لا أنكر شعوري بالاستياء والاحباط والخيبة مؤخرآوانا أشاهد عادات وافدة لاتشبة قيمنا السمحة..وهجمة شرسة تطال( جماليات سودانيتنا الاصيلة ) وتجاهد في تحويلها الي مسخ مشوه ،ايفنتات وعارضات ازياء بملابس سافرة، وصلات رقص خليعة، اغنيات غثاء، مسلسلات تروج للمثلية وتصورها بأنهاسلوك عادى مقبول مجتمعيآ..!!وفي وسط هذا الشعور البقيض بما آل اليه الحال …يبرق سنا الضوء ويشع لامعآ مزدان بالوان زاهية فيغمر النفس طمأنينة وسكينة وخشوع منبعثة من قارئ صغير السن للقرآن بعد توجيه الشيخ من علي المنصة اقرأ من قوله تعالي (…وينبري الشيخ الصغير بصوت يحبر القرآن تحبيرا لايتردد ولايتلجلج فاللوح امام العين والكتاب الكريم ملء الفؤاد والحواس ) اقشعر جسدى وانا اشهد مسابقة حفظ القرآن الكريم في دورتها السابعة عشر يتنافسون علي حفظ القرآن كاملآ ..وحفظ العشرة اجزاء …هم أبناء نفس الوطن( وطن القرآن ) .في مجمع ( حاج معاوية البرير ) بضاحية بري كانت الانوار مشعة تبرق سنا الليل الحلوك في أمسيات رمضانية مغايرة وكأن لسان حالها ( يحصن البلاد والعباد) من فواجع الزمن والاقدار، من صراع السلطة والثروة، ومن اللهث خلف دنيا زائلة لاينفع فيها الأمن اتي الله بقلب سليم! وهل من سلامة للقلب اعظم من حفظ القرآن…؟ وهل من عمل ابقي وانفع إلا من مسجد يعمل علي تحفيظ القرآن وتدريس الفقة والتجويد؟؟( حاجة ايمان يحي المهدى) زوجة الحاج معاوية البرير.. لكي مني تحايا ومودات وانتي تقيفين خلف عمل كبير يشبة نفسك الكبيرة ، وتوصين بحافز اكبر بلغ هذا العام اربعين مليون جنية وفي ذلك فليتنافس المتنافسون …في الوقت الذي تتنافس فيه نساء المجتمع المخملي في ( زبد الدنيا ) الذي يذهب جفاء كنتي رمز وقدوة للمعني الحقيقي للسودانية الاصيلة التي تعرف ( كيف تؤدى حق النعم )…قبل أن أغادر المكان الملئ بالانوار تأملت القارئ الشاب وجلبابة البسيط النقي كنفسه المتشبعة بارفع العلوم وتمنيت لو كنت مكانه وحوى قلبي ماحواه قلبه…طفرت مني دمعة تمازجت بابتسامة ووفرح نسيت علي اثرها( بنطلون السستم والشعور المسدلة ) دعوت لهذا البلد بحق القرآن وحق ليلة انزل فيها القرآن، وبحق من علم ودرس القرآن أن يعافي هذا الوطن بالقرآن فما من طبابة في الدنيا انجع من القرآن……زاوية اخيرة ..في مجمع البرير ابتردت فيه تلك الليلة خمس مرات فلم يبقي من درني شئ.