كم أتعب الفارسُ العدا … (إلى الصديق الماجد الفاتح عروة ،في الفراديس العلى : رعياً لعهد .. و وصلاً لوفاء )





زمانُ السـجايا و الرجــاحةِ و الفــدى
تجــلَّى ليبـــكي في عـُــلاك التفــــرُّدا
تجـــلَّى ليـــروى قصةَ المجدِ ما لــها
سـوى الـذاتِ ترتــادُ المنايـا لتخلُـــدا
و عـــاوده ذاك الصــــهيلٌ تـذكُّـــــرا
فآثــــر أن يحـــكيه لحٓــناً مُجــَــدَّدا
فراســةَ نُبـــلٍ.. و اجـتــهادَ مجــرِّبٍ
و عــِـزةَ إيـــمان .. و رأيـــاً مُســٓدَّدا
و نفســاً كما الظـلِّ الوريــفِ سماحةً
و ذهــناً كما ومضِ الشـموسِ توقُّـدا
عجــبتُ له : ما خـاتـٓلَ الحٓـلَّ دونَٓــه
عصـــيٌّ .. يـراه الحــاذقون مُعقَّـٓــدا
و لا نـــــدبته النـائبـــــاتُ لصـــــولةٍ
فآبَ بغيرِ الحســمِ : ضـــاءَ و أسعدا
و مستشرفاً نــاجَى غــدُ الناسِ أمَسه
فسامرَ في أمسِ الذي يُرتَــجَى غــــدا
يطـــيبُ لعينيـــه المضـــيئون جُــرأةً
و لا يــرتضي من يســـتطيبُ التـردُّدا
كــأنَّ فــــٓؤاداً بيـــن جنبيــــه حفَّٓــٓـــهُ
من الحزمِ ما أغضى له الحزمُ مُجهَــدا
فمــا الوقتُ إلا ســـاعةٌ.. ثم مشــــهدٌ
لفعــلٍ يُجــاريهِ الخلـودُ على المــــدى
و ما النـاسُ إلا طـامحٌ واثقُ الخطــى
فإن حثَّـــه تــوقُ الجناحـينِ أفـــــردا
ســـٓـقى اللهُ تـــلك البــــارقاتِ فإنـــها
تُـــهامِس بالتَّـــــذكارِ ليــــــلاً مُسَـــــهَّدا
و تُــدني الزمــانَ الخصـبَ طيفـاً تهلَّلت
أســــاريرُه شـــوقاً ، فضاءَ و غــــــرَّدا
نجـــائبَ كان الفــارسُ الثبــتُ يبـتــــني لهـا باحتـدام الصبــر صرحا مُمَجَّـــدا
رعَتـــــهُ مراميــــهِ الكبــــــارُ و جــادَه
بغيــثِ يديــه المســتضيئاتِ بالنـــدَى
و وجــــهٍ يوشِّـــيهِ الذكاءُ تبسـُّـــــماً
فكلُّ ابتســــامٍ منـــه قـــال.. و ردَّدا
يَـــهِـشُّ.. يـــكاد القــلب يــــسبق وُدَّهُ
فيُضـــفـي على كلِّ المـكان تــــــوَدُّدا
مآثــــرُ خـــابَ اللاهثـــونَ ليُطفئــــــوا توهُّجَــها.. كــم أتـعب الفارس العِــــدا
فـــما عاقَــــهُ دربٌ تخـــطَّـــفهُ اللظـى
و لا رابــــه أن ســــار فيـــه مُحسَّـــدا
فإن آثــــر اليــــومَ الرحيــــلَ مودِّعــــا
على ما اقتضــاه الحقُّ وعـداً و موعِـدا
فصــوبَ جنــــانِ اللهِ .. طـــابَ أريجُها
و طـــاب لها : قلبـــاً أنــــابَ تعبـــــُّـدا

خالد فتح الرَّحمن
١٣ أبريل ٢٠٢٥