خلال الفترة من 15 يونيو وحتى 25 يونيو 2022 استضافت الرئاسة المصرية، أو شاركت في سبعة لقاءات على مستوى القمة. بدأت هذه القمم بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي. ثم شارك في قمة منتدى سان بطرسبرج برئاسة الروسي فلاديمير بوتين، وبعدها شارك في أعمال قمة منتدى الاقتصادات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ تحت رعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبعدها عقدت قمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وبعدها بيوم واحد توسعت هذه القمة لتصبح ثلاثية بين مصر والأردن والبحرين، بعد أن انضم الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك الأردن الى الرئيس السيسي وملك البحرين. بعد ذلك عقدت قمة بين الرئيس المصري والأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، واختتمت القمم بلقاء مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
ما تم يدخل في إطار ما يعرف بالدبلوماسية الرئاسية، وهي دبلوماسية تعمل في الأجواء شديدة التعقيد، بما يؤدي لتجاوز الكثير من التعقيدات والعقبات في العلاقات ما بين الدول، والتي لا تتمكن الدبلوماسية العادية عبر وزارات الخارجية والسفارات من تجاوزها.
لقاءات القمم المتعددة بمصر تشير للدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة من ناحية، كما تشير لتعقد العلاقات الدولية في الوقت الحالي في مناخ الحرب الروسية الأوكرانية من الناحية الأخرى.
كان لافتاً للنظر مشاركة الرئاسة المصرية في ملتقى برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي نفس اليوم وبعد ساعات فقط مشاركة الرئاسة المصرية في منتدى آخر برعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن. بالطبع هذا موقف في غاية الاتزان، بين غريمين يقومان الآن واقعياً باقتسام دول العالم، تمهيداً للمرحلة الثانية من الحرب الباردة، تحت متابعة ومراقبة الغول الصيني.
القمم العربية التي تمت في القاهرة، وضمت ملك الأردن وملك البحرين وولي العهد السعودي وأمير قطر، وقبلها القمة مع محمد بن زايد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، تشير لرغبة مصر والدول العربية المذكورة في تنسيق المواقف لمقابلة الاستحقاقات الدولية القادمة، وأهمها جولة الرئيس جو بايدن في المنطقة، ومطالبته ربما بزيادة ضخ النفط لتغطية العجز في المحروقات، الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية، والسعي المحموم من دول الاتحاد الأوربي لإيجاد بدائل للغاز الروسي الذي فرضت روسيا شراءه بالروبل.
وبلا شك فإن القمم تضمنت موقف الأمن الغذائي العربي، وهو المحور الذي كان ينبغي أن يكون السودان حاضراً فيه باعتباره أهم مرتكزات هذا الأمن. غير أن الأوضاع السياسية والأمنية في سوداننا الحبيب جعلتنا بعيدين عن هذه التطورات الدولية والإقليمية الهامة.
نأمل أن يتوصل الفرقاء السودانيين لتوافق يتيح لبلادنا أن تصبح المرتكز والأساس لحل إشكالية الغذاء في الوطن العربي. والله الموفق.