مكي المغربي
لنفترض أن الفيديو الذي اشتهر بان حميدتي تحدث فيه عن “كاسات ياسر العطا” حقيقي، وهي الطريقة العفوية التي يتحدث بها حميدتي، السؤال الصادم هنا، لماذا إذن كانت كل تسجيلاته السابقة مثل القراءة المملة من كتاب المطالعة، لتلميذ في الكنبة الأخيرة؟ بالتأكيد مستحيل أن تكون هذه رغبة حميدتي وهو الذي بنى مجده على الخطابة الشعبية. إذن – بسبب هذا التناقض- عدنا مجددا للإحتمالات التي أراد أن ينفيها فيديو كاسات العطا فأثبتها .. أن حميدتي لم يسجل شيئا ولكن يكن ذلك أسلوبه وكانت كلها تسجيلات ذكاء صناعي وكانت على حميدتي (قوة جبرية قاهرة) من مرض يؤثر في نطقه وحركته أو جهة حليفة كانت تمنعه وربما تحتجزه في سفارتها أو مقر يتبع لها، ولا يوجد احتمال ثالث إلا الآتي:
أنه فعلا مات و (الموت حق) وليس كلام فلول ولا أسافير ولا مبارك فاضل، والفيديو أيضا مصنوع ولكن الفرق أن الجهة الصانعة هذه المرة تأكدت أنه لا جدوى لتسجيلات كتاب المطالعة المملة، وأنه يجب أن تخش “عالم السيما” وتجسد الشخصية بطريقة مقنعة للمشاهدين وليس مجرد سد فراغ إعلامي.
وعليه من الوارد أنها اجتهدت في تحضير النص المطابق لطريقة حميدتي، ودربت الشخص المؤدي، ثم بعد ذلك وضعت (وجه ديجيتال) في المونتاج فوق وجهه وادخلت تسجيله الصوتي في برنامج بصمة الصوت ثم دمجت الصوت مع الفيديو فتحقق ما يسمي في علم المونتاج Lipsing
ولذلك كانت هنالك عيوب مثل مط الأيدي وذلك بغرض تطويل الربع الأعلي في جسم الشخص المؤدي ليكون مقارب لطول حميدتي، وأن اطار الوجه الصناعي اضطرب أكثر من مرة فاضطر صاحب المونتاج لاضعاف إضائة الفيديو في مواضع وتخفيض الجودة في الفيديو كله حتى تتساوى عيوب الصناعة مع المستوى العام، يعني زي السمسار يطلع بالعربية من الزلط للدقداق عشان الزبون ما يسمع صوت طقطقة الكركاسة في اللستك.
ملحوظة أخيرة .. أن يشرب العطا أو لا يشرب لا يهمنا منه إلا عسكريته وحبه للوطن وحمايته لشعب السودان وأعراض السودانيات من الذين يغتصبونهن لإذلال الرجال الكرام، ويؤيدهم آخرون وينالون من العار الكبير هم وأسرهم (والكلام ليك يا المنطط عينيك)
ان كان للحرب فائدة فقد نزعت منا هيبة أي شخص .. كلهم عندنا سواء .. السكير والخليفة، السفير والناشط، إلا بما يقدمونه من عمل لأجل الوطن وبعدهم الرشوة والعمالة لصالح الخارج.