اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

عقار في روسيا.. (الجنجا) دنا عذابها

اسامة عبدالماجد

¤ تختلف زيارة نائب الرئيس مالك عقار ، الى روسيا امس عن سابق زياراته الخارجية منذ تقلده منصبه الشهر الماضي.. من حيث التوقيت والأهمية رغم تاخرها.. من خلال حاجه السودان الماسه لنتائجها.. واهتمام موسكو بها..
¤ الزيارة ذات بعد عسكري.. مقدما على التعاون في المجالات الاخرى.. ومدى حاجة القوات المسلحة للاسناد العسكري وقطع الغيار.. سيما وان معظم عتاد قواتنا روسي الصنع.. خاصة سلاح الجو الكرت الرابح في المعارك ضد المليشيا.. ما بعني ان المليشيا قد دنا عذابها.
¤ وقفت موسكو عن قرب على ابعاد تمرد حميدتي ومليشياته.. وهي الاخرى قد تعرضت لسبت اسود
عقب تمرد قائد فاغنر يفغيني بريغوجين لكن تم وأده في مهده.. وهو الحليف القوى لحميدتي.. وقد اصاب عقار الهدف بوصفه الدقيق ليوم السبت الاسود بالتمرد على القوات المسلحة ، (تاني مافي غتغته ودسديس).
¤ حدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اربعة محاور في مباحثاته عقار .. معرفة حقيقة مايجري رغم ان سفارة بلاده لا تزال تواصل عملها في الخرطوم.. كيفية مساهمتهم والأعضاء الآخرين بالمجتمع الدولي في التغلب على الأزمة.. مراجعة التعاون الثنائي بين البلدين.. وتبادل الآراء حول الوضع في بعض الدول المجاورة للسودان.
¤ الملف الاخير هو الاكثر اهمية بالنسبة لموسكو ويعني تمرد مجموعة فاغنر بالدرجة الاولي.. الذي سيؤثر على نفوذ روسيا في القارة الافريقية وقد يؤدي لتراجعه.. حيث كانت فاغنر تنفذ سياسات ومصالح روسيا.. مستفيده من ادارة الولايات المتحدة، ظهرها للقارة السمراء وضعف النفوذ الفرنسي بها.
¤ يؤثر السودان بشكل كبير على جيرانه والمنطقة من خلال موقعه الاستراتيجي.. ويجاور ثلاثة دول توليها فاغنر اهمية خاصة، في مقدمتها افريقيا الوسطي.. التي هي من اولى الدول الافريقية التي وطأتها اقدام فاغنر.. بحجة محاربة المجموعات الارهابية.. وتغلغلت فاغنر حتى باتت تشرف على تأمين الرئيس وتدرب فريق التأمين الوطني القائم على حراسته.. كما تقوم بالتنقيب وحماية مناجم الذهب والماس.
¤ وفي الجارة ليبيا قاتلت فاغنر الى جانب قوات خليفة حفتر وظلت داعمه له.. اما في تشاد فان الاتهامات تلاحق فاغنر بقيامها بعمليات تدريب لقوات المعارضة لنظام ديبي الابن.. ويتردد ان حميدتي وراء المشروع.. قبل ان يتحول طموحه للظفر بالرئاسة في السودان.
¤ حققت فاغنر نجاحات باهرة وتثبتت اقدام روسيا في افريقيا.. من تنفيذ مهام متعددة استخباراتية وعسكرية.. والدخول في اعمال استثمارية واقتصادية.. بامكان السودان التاثير على تلك الانشطة.. ومعلوم دور السودان في المساهمة في اطاحة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.. وقيامه بالمصالحة بين فرقاء بانغي.. وتاثيره على الشان الداخلي في تشاد.
¤ صحيح تراجع النفوذ السوداني في المنطقة بهاب الرئيس البشير.. لكن الجيش السوداني يمكنه تعويض ذلك بعد سحق حميدتي.. ومن هنا ياتي حرص موسكو على علاقتها بالخرطوم على كافة المستويات.. العسكرية (تطمح موسكو على اقامة قاعدة عسكرية في بورتسودان)، والاستثمار (خاصة في مجال التعدين)، بجانب الدعم السياسي والديلوماسي لكلا البلدين في المحافل الدولية.. واتفقا على ذلك خلال زيارة لافروف للخرطوم في فبراير الماضي.
¤ تحتاج موسكو لتطمينات من جانبنا ويتوقع ان يكون عقار اودعها في بنك علاقات البلدين وسبقه سفير السودان بروسيا محمد الغزالي سراج الذي قام بمجهود وافر في الاونة الاخيرة.. اخرها الترتيب المحكم والدقيق لزيارة عقار .. ودعوة موسكو للبرهان لحضور القمة الروسية الافريقية التي ستعقد أواخر يوليو بمدينة سانت بطرسبيرغ الروسية
¤ في اعتقادي ان بوتين اكثر رئيس متفهم لما يجري في السودان بعد تمرد (يفغيني) .. بسبب الطموحات الغبية والمال اللذان دفعاه لخيانة وخداع الرفاق بحسب قول رئيس الدوما (مجلس النواب الروسي).. وللمفارقة ذات الامر ينطبق على حميدتي.. ولذلك سيتعامل بوتين بشكل جديد مع افريقيا .. وفاغنر مصنفة من قبل واشنطن كمنظمة إرهابية عابرة للحدود
¤ ومهما يكن من امر.. الفرصة كبيرة امام الحكومة لبناء البيت السوداني.. وقد شرع عقار في وضع (الساس) بزيارته امس.

اترك رد

error: Content is protected !!