عند إشتداد الفوضى الأمنية والقبلية فى بلادنا من قبل أكثر من ثلاثة سنوات وتَنَقُلّها بين ولايات السودان كتبتُ مقالاً حول هذا الأمر – موجودٌ فى صفحتى الرسمية فى الفيسبوك – جاء فيه : ( الأحداث المتفرقة والمتشابهة فى الأفعال والطرائق التى نشهدها فى أماكن متفرقة من السودان ماهى إلاَّ حِياكة وخياطة لأحداث تبدوا عارضة فى ظاهرها وتوقيتاتها ولكنَّها مُقَدِّمة لأحداثٍ أُخرى عظيمة ومدمرة ستقع إن لم تتداركنا رحمة الله .. وسَيسجلُ التأريخ هذه التفاصيل التى لايعبأُ بها الناس الآن .. ولايبدوا أن سجل الزمن يعبأُ بها أيضاً ..!! ) فوقعت الحرب كنتيجة حتمية لتلك المؤشرات التى غفلنا عنها جميعاً ( حكاماً ومحكومين ) ، وسالت دماء عزيزة حول النهر وتحت السَهل زادت سخونتها الرغبة فى القتال والإستشهاد .. وإنطلقت الدعوات المُغرِضة للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد ولكنها لم تزيدهم إلاَّ رِفعة وإتقاداً وحماسةّ .. ولكن الذى يجب أن ننتبه إليه الآن والحرب توشك أن تضع أوزارها أن الذين هربوا إلى الفراغ والإحتماء ببندقية المليشيا المقبوحة المدحورة والتعلق بما إختاروه لأنفسهم من تشويهٍ لسمعة السودان وإستهتارهم بهذ الشعب الذى لايعرف الطأطأة ولا الإنكسار .. قد إجتمعوا على إختلاف قلوبهم ليتطاولوا على إجماع السودانيين ولتسفيه أحلام أهل العقول والنُهَى من عقلاء البلد .. وما جمعتهم إلاَّ الخيانة والبكاء على مآربهم الدنيئة التى حُرِموها ، والتباكى على مبادئهم الثورية التى قَبَروها .. !! وهم الذين لم يجتمعوا يوماً لمصلحة الوطن ..!! ويا لوقاحتهم كيف يجتمعون ليرموا قماءاتهم فى عين الشمس ومتى إحتاج النهار إلى دليل فملأوا الدنيا زعيقاً ونعيقاً ونشروا المقاطع التى تزعم بأن القوات المسلحة تقتل الناس ذبحاً وتبقر بطونهم على طريقة الدواعش .. !! ليقتاتوا على هذه الفِرية ولتكون باباً من أبواب التضييق على أهل السودان بل وسبباً لإشعال الفتنة القبلية والحرب الأهلية إن إستطاعوا إلى ذلك سبيلاً ..!! ولكنهم لن يجنوا غير الهزيمة فالنصر أصبح واضحاً وضوح الدرس القاسى ، وإصطدمت رغباتهم الدنيئة وأمنياتهم الخائبة بهذا الشعب العظيم صاحب النبض الإنسانى والفيضان الأخلاقى الذى يجرى فى عروقه .. هذا الشعب الذى لم يألف مفردات الإستعطاف والإسترحام عند النوازل بل عُرف بصبره الجميل وتحمله وخز السهام وألم جراحاتها وطعناتها ، وأنه لايتشفى فى أهله ولا يسخر من جيشه ولا يفتح الأكفان عن شهداء وطنه ليعرف ألوانهم وأعراقهم ليترحم عليهم أو ليحجب الرحمة عنهم كما يفعل شُركاء المليشيا فقد وَقَرَ فى قلب الإنسان السودانى أنَّ الأنين صوتٌ خادشٌ للحياء وللمروءة والإيمان ، وتعلم من يوميات المعركة أنّ الركون إلى النفس وتزكيتها حين الحيعلة على الدفاع عن الوطن مسلكٌ شيطانى آثم لايليق بالشرفاء ممارسته ، وفى لحظات الوجع تتكاتف الأيدى ويقف الجميع مع الوطن .. وهو الأمر الذى زاد من وجع الدويلة وفجيعتها فى المليشيا التى أنفقت عليها ما سيكون حسرة عليها وراهنت على اللاشئ فلم تكسب شئ ، وأرادت الفوضى لبلادنا عبر مرتزقتها الذين جمعوا حبالهم وعصيهم وألقوها وقالوا بعزة شيطان العرب لنحن الغالبون .. !! فتصدت لها إرادة الشعب وبارت بضاعتها المدمرة وخسرت رهاناتها الغبية ويقينى أنها وجميع أياديها فى دول الجوار ممن يُباعَونَ ويُشتَرَونَ فى أسواق النخاسة السياسية يعضون بنان الندم على تقديراتهم الخاطئة ومعاداتهم لبلادنا .. ويقينى أنهم يحسدون السودان على جيشه وعلى شعبه الذين أُشربوا فى قلوبهم الوطن ، وخامر حُبّ القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قلوبهم وجرى كالدم فى عروقهم .. فسلامٌ على هذا الصبر وهذا الثبات ، وعلى هذه الإبرة التى أكلت منسأة الباطل كما أكلت دابة الأرض منسأة سيدنا سليمان عليه السلام .. وسلامٌ على قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية فى الخالدين .. وسلامٌ على شهدائهم القادة ورجالهم الأبطال وسلامٌ على الأسرى فى محبسهم وعلى الجرحى فى أسِرَّتِهم .. !! ولاعزاء للذين فى قلوبهم مرضٌ من أولئك الذين لا تُوقظهم الآهات الحزينة ولا تُعذبهم الأوطان الجريحة .
رحم الله جميع شهداء الكرامة .. ورحم الله الصابرين المغدور بهم فى صابرين ..!!
وحفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .
✍🏼 لواء شرطة (م) :
د . إدريس عبدالله ليمان
السبت الأول من فبراير ٢٠٢٥م
Dubai tatili ile tatilin tadını çıkar 🌴 ✨ FreeSpin ile Kazancınızı Katlayarak Yüksek Ödülleri Kazanın! https://kusadasi-bayans10.citiescort.com/