عادل عبد العزيز الفكي
يزور رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش بالسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان جمهورية مصر العربية يوم غدٍالخميس 29 فبراير 2024، وسوف يكون في استقباله بالعلمين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
يعتقد أن الغرض من الزيارة اطلاع فخامة الرئيس السيسي على آخر التطورات بشأن الحرب التي تدور في السودان منذ أبريل 2023 حيث يتوقع أن تضع الحرب أوزارها بعد فترة قصيرة بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوداني على مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردةمؤخراً.
وشروع السودان في التخطيط لإعادة اعمار السودان حيث أصدر فخامة الرئيس البرهان قراراً بتكوين اللجنة العليا للإعمار والتعويضات برئاسة السيد وزير المالية والاقتصاد الوطني.حان الوقت بتقديري لتناول العلاقات الاستراتيجية بين البلدين على ضوء التحديات التي تواجه البلدين في الوقت الحالي، أبرز التحديات في الوقت الحالي: قضية سد النهضة والطموح الاثيوبي لفرض السيطرة على منابع النيل الأزرق وعلى السواحل الصومالية بالبحر الأحمر. والتحدي الثاني هو أمن البحر الأحمر الذي أصبح ساحة للصراع الدولي، وأدى اضطراب النقل البحري فيه لخسائر اقتصادية ضخمة للجانب المصري بعد الانحسار الكبير لحركة السفن عبر قناة السويس. والتحدي الثالث هو التحدي الاقتصادي المتمثل في احتياج كل من مصر والسودان لموارد ضخمة من العملات الأجنبية لتغطية الطلب الكبير على العملة الأجنبية في كلا القطرين لأغراض استيراد مدخلات الإنتاج والسلع الغذائية.تحتاج مصر العديد من السلع الغذائية لسد احتياجاتها، وتعويض النقص في بعض السلع الأساسية، وأبرز السلع التي تستوردها مصر؛ القمح، والشوفان، والذرة، والدقيق، وفول الصويا، الماشية، اللحوم، الأسماك الطازجة والمجمدة، القشريات، الرخويات، الزيوت، وصولا إلى القهوة والشاي، السكر، العسل الأسود، محضرات من لحوم وأسماك، وبقوليات، وأرز، ومنتجات ألبان، بقيمة تبلغ حوالي 30 مليار دولار سنوياً.
فيما يستورد السودان من الخارج الأسمدة والمبيدات والتقاوي الزراعية والمعدات والآليات والوقود والبترول بقيمة تبلغ حوالي 8 مليار دولار.في الوقت الذي يعاني فيه البلدين من شح العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد فإنه من الممكن من خلال التكامل بين البلدين الاستغناء عن هذه العملة الخانقة للاقتصاد في البلدين.
فعلى سبيل المثال يمكن التوقيع على اتفاقيات تتيح تصدير الأسمدة والمبيدات الكيماوية من مصر للسودان مقابل شحنات محددة من السمسم وفول الصويا والذرة واللحوم، وفي المستقبل القريب القمح والذي تستورد منه مصر في الوقت الحالي 12 مليون طن سنوياً يمكن تغطيتها من السودان. الشركات المصرية الكبرى يمكن أنتلعب دوراً رئيسياً في إعادة اعمار السودان مقابل امدادات القمح لمصر.بلا شك فإن الوجود السوداني الحالي في مصر يمثل رصيدا لمصر في السودان إذا ما عادت الأعداد الهائلة التي لجأت لمصر بانطباعات جيدة عن المعاملة الرسمية والشعبية لهم.
ولعل فخامة الرئيس السيسي يقدر هذا الأمر بصورة بالغة عبر عنها عندما تحدث عن اللاجئين لمصر ولم يستطع ان يعبر عن حبه للسودان بغير عبارة (مصر والسودان ما لهمش غير بعض). وننتظر من فخامته التوجيه بتسهيل كل ما يلي السودانيين بمصر إكراماً لضيفه فخامة الرئيس البرهان.
والله الموفق.