ما وراء الخبر / محمد وداعة

دخان المعارك .. فلاش باك (1)

▪️15 ابريل 2023م ، يتشابه مع 11 ابريل 2019م ، سيتشكل سودان جديد ،
▪️الاتفاق الاطارى جاء تتويجآ لحالة انقسام حادة بين القوى السياسية
▪️مجموعة الاطارى تهربت من النص الواضح فى الوثيقة الدستورية 2019م ، و القاضى بمشاركة كل القوى السياسية فى المرحلة الانتقالية باستثناء المؤتمر الوطنى
▪️شعار البديل للاطارى هو الحرب ، كان غطاء سياسى لقيام الحرب
▪️البوربون لا يفهمون و لا يتعلمون ، اطلت نفس الوجوه القديمة تجتر نفس الكلمات ، البلد تحترق و يتحدثون عن عملية سياسية

محمد وداعة

قبل الاطاحة بنظام البشير ، كانت دراسات تشكل الراى العام تقول بأن (90%) من السودانيين غير مهتمين بالتعاطى السياسى مع قضايا بلادهم ، و ان الشباب ( 60% ) من السكان لاتجتذبهم برامج الاحزاب السياسية ، ثورة ديسمبر كانت اكبر مفاجآتها المشاركة الواسعة للشباب غير المصنفين سياسيآ ، بعد 11 ابريل نشأت قوى ثورية عديدة ، و منظمات مجتمع مدنى ، و رغم استهداف لجان المقاومة الا انها ظلت فى المشهد كقوة فاعلة رغم ما اعتراها من انقسامات ، مراقبون يعتقدون ان الانقسامات التى ضربت تجمع المهنيين ، و محاولات نجحت جزئيآ فى تسيس و تصنيف لجان المقاومة كانت من اهم اسباب انتكاسة ثورة ديسمبر ، و مع ذلك مثلت الفترة منذ ديسمبر 2018م ، و حتى اكتوبر 2019م ، ذروة انخراط الشباب فى التعبير عن الثورة و اهدافها ( حرية .. سلام و عدالة ) ، وهى كانت ميزة اضافية لاكتساب الوعى السياسى ، ولم يكن خافيآ ان اتساع دائرة التعاطى السياسى افرز اختلافات كبيرة بين قطاعات الشباب ، لجهة رفضهم الانماط الحزبية الموجودة ، وعدم تكوين واجهات سياسية خاصة بهم ، مع انفراط عقد وحدة اللجان على المستويات الرئيسية و انقسامهم بين الجهات المتصارعة ،

جاء الاتفاق الاطارى تتويجآ لحالة انقسام حادة بين القوى السياسية، مجموعة المركزى ( الاطارى فيما بعد ) ، اخذت على عاتقها توصيف و تصنيف القوى الاخرى ، حددت قائمة من القوى التى يحق لها الانضمام للاتفاق الاطارى ، و قوى اخرى لا يمكن القبول بها فى الاطارى ، و قبلت ( فراكشنات ) قوى سياسية رئيسة ، و اعطت لنفسها الحق فى قبول جزء من الشعبى ، و قسم من انصار السنة ، قبلت عدد من اطراف سلام جوبا ، و رفضت اطراف اخرى ،دون ابداء اسباب منطقية ، فى محاولة لاغلاق الباب على (المجموعة المتجانسة ) ، و اقصاء قوى اخرى بدعوى عدم الاغراق ، مجموعة الاطارى حاولت التهرب من النص الواضح و القاطع الذى ورد فى الوثيقة الدستورية 2019م ، و القاضى بمشاركة كل القوى السياسية فى المرحلة الانتقالية باستثناء المؤتمر الوطنى ، و اعتبار ان القوى التى ارتضت دستور تسييرية نقابة المحامين هى القوى التى يسمح لها بالمشاركة فى الاتفاق الاطارى ، و من بعد فى الاتفاق النهائى ،
ظهرت خلافات بين الجيش و قوات الدعم السريع فى البند الخاص بالدمج ، و بينما اقترحت القوات المسلحة سنتين للدمج ، طالب حميدتى بعشرين سنة ، قلصتها قوى الاطارى الى عشر سنوات ، و روجت لذلك و اعتبرته من الثوابت ، تمسك حميدتى بالمدة التى اقترحتها قوى الاطارى ، قدمت الرباعية مقترح بخمسة سنوات ، الجيش وافق ذلك مبدئيآ ، فاشترط حميدتى ان يتم الدمج فى كل مستويات قيادة الجيش ، القيادة العامة ، هيئة الاركان ، المناطق العسكرية ، قيادة الفرق .. الخ ، و اشترط ايضآ الحصول على مطار عسكرى و طائرات فى المثلث الحدودى فى معسكر شيفرليت ، و بالطبع فهذا المقترح لا يحقق الدمج ، و انما هو تقنين لوجود ممثلين للدعم السريع فى المستويات الموجودة فى الجيش ، فضلآ عن حصول الدعم السريع على ميزات اضافية ،

دون مقدمات افصحت قوى الاطارى عن انحياز واضح لجانب حميدتى ،معتبرة ان عدم التوقيع على الاطارى ( القبول بشروط حميدتى) ، فان البديل هو الحرب ، قالت بهذا قيادات فى مجموعة المركزى و الاطارى ومن ابرز القائلين ، الاستاذ شوقى عبد العظيم ، وقال بذلك د. بابكر فيصل ، و قالها الاستاذ طه عثمان ، و قال ايضآ الاستاذ كمال عمر… و آخرين ، هذه التصريحات كانت غطاء سياسيآ كافيآ لحميدتى و عبد الرحيم لاتخاذ قرار الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكرى مدعوم من الامارات ، وهى وظفت فاغنر وحليفها حفتر لدعم الانقلاب بالسلاح و العتاد من عبر مطار مروى بعد الاستيلاء عليه ،
بتاريخ 29 مارس 2023م استأجرت قوات الدعم السريع مبنى المدينة الرياضية ، و ابتداءآ من 7 ابريل بدأت هذه القوات فى التمركز فى المدينة الرياضية ، ووصلت مدرعات من منطقة الزرق فى ليل 13 ابريل ، فى 12 ابريل زحفت (200) تاتشرالى مروى ، و حاصرت المطار ، تم حشد ضخم من قوات الدعم السريع فى مبانى المدينة الرياضية ، و تم رفع الاستعداد الى (100%) فى كل المواقع و المعسكرات الخاصة بالدعم السريع ، و انطلقت بالفعل اول رصاصة يوم 15 ابريل الساعة (8:36 )صباحآ تجاه بيت الضيافة ، الحرب تبدآ بالتحشيد و تحريك القوات و اعادة تمركزها ،و بذلك فان اهم الاستعدادات للحرب من جانب الدعم السريع بدأت فى 29 مارس ، هذا فضلآ عن التنويرات التى تمت للسياسين و رجال الاعمال ، فشل الانقلاب الدموى و اندلعت الحرب و لا زال البوربون لا يفهمون و لا يتعلمون ، اطلت نفس الوجوه القديمة تجتر نفس الكلمات ، البلد تحترق و يتحدثون عن عملية سياسية ، و ينتظرون الثلاثية و الرباعية ان تتمسك بالاتفاق اة اى مبادرة سياسية ، الاطارى مات ، حميدتى مات ، الدعم السريع قوة متمردة و لن يكون لها وجود فى مستقبل بلادنا ، و لم يعد الدمج بندآ مقبولآ ، الوضع الان مختلف ،15 ابريل 2023م ، يتشابه مع 11 ابريل 2019م ، سيتشكل سودان جديد ،
25 مايو 2023م

اترك رد

error: Content is protected !!