لازال كثير من الناس يقايسون حبهم للوطن بمدي كرههم للحكومات فكلما زاد الكره امعنوا في جفوة الاوطان ونبذها والاساءة اليها بعد ان اختزلوها كلها في افراد (يحكمون )حسب رأيهم بما لايرضيهم من سياسات وغيرها…
معظم الناس يقعون في شراك خلط (الطبوغرافية الزمانية والمكانيةوالوجدانية بالسياسة)…ويسقطون علي النخيل والنيل والتراب رفضهم للولاة والوزراء ورأس الدولة…
يهاجمون دونما انتماء ويجرحون الوطن بلا رحمه ويطلبون الهجرةويأنسون بالهجران…يكتبون المراثي ويسطرون الاشعار ويحملون التابوت (الخالي)ليشيعون اوطانآ لن تموت بفعل انسان كائن من كان…
يسودون الحوائط باللعنات..وينقضون عهود مودة نشأت بوشائج التراب والهوية وبطاقة قومية فطرية …لكنهم ارادوا قطع حبائل الوصال ..هم رواد الصريمة ومطيه الشقاق …هجروا الاوطان هجرآ اوجبه الوشاة…وعنت النفوس وصائدو الفرائس القاصية التي ندت عن الجماعة…
لا فائدة من تضييق المناديح الرحبة وجمعها في شخوص ..حينهالن نجد بدآ من الاذعان للكره..كره البيوت والفرقان والنجوع والعواصم التي ولدنا ونشأنا بها وجعلتنا اصحاب فكر وعقل وسمات وخصائص لاتشبه غيرنا…نتنكر وننسي ونتغير ونلجأ للمقارنة ونبحث عن (سوبر ناني )تهدهد ماتبقي من احلامنا التي نظنا ان الاوطان حرمتنا منها…
مخطئ من ظن ان بلاده جافية ليس لها عطاء…وقاصر عقله من يترك (فرض ارثه )ليبحث عن شفعة الجار!..وها هي القوات المسلحة تلك المؤسسة الوطنية العريقة التي تمثل المعني الحقيقي للأمن والامان، تمثل رمزية العزة والكرامة والمعني الحقيقي للرجولة هم أهل عزيمة وعزمات تجدهم دائما علي اهبه الاستعداد لتلبية نداء الوطن ، يرفعون التمام كلما سمعوا (الانين) اهل الفزعة والوجعة بتنادون ويجمعون الصف رفقة رجال الاعمال لتسيير قوافل لمنكوبي السيول في خمس ولايات ( كسلا ..الجزيرة .النيل الابيض ..سنار ونهر النيل )..في نفرة تمثل المعني الحقيقي (للوطنية ) بما تحمل من استشعار وحس عال للمسؤولية المجتمعية في اغاثة الملهوف في بلد لن يبني إلا بسواعد بنية…
واتعجب ايما عجب لمن هو آمن في سربه مقيم في داره بتطاول علي رجال الخط بكامل هندامهم لأكثر من اربعة وعشرين ساعة يسدون الثغور ويحمون البلاد والعباد رأس مالهم ( رصاصة غادرة ) من مارق علي القانون تجعل من ابناءهم يتامي وازواجهن ارامل وامهاتهم ثكلي، أعجب لمن يختزل هذة المؤسسة العظيمة التي خرجت الابطال في شخوص لاغراض سياسية واطماع دنيوية…
ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله نقول شكرا لكم لانكم تضمدون الجراح، وتسكتون النواح نحن نحتاج( للعرفان) وليس التنمر والتندر لإعلاء القيم الانسانية، نحتاج التقدير والتكاتف والتلاحم مع كل من يمد يده بيضاء للوطن واهله، نحتاج أن نكون عضد وساعد وسد منيع لبعضنا من تقلبات الدهر ووزفرات الطبيعة حين تعلن تمردها علي الكون ..
نحتاج أن نكون مع يحمينا ويقيل عثرتنا ويصبح حائط سد يلم( بعثرة
امانينا)..
شاهدت بالصدفة تدشين تلك القوافل وشعرت بفخر وعزة انني انتمي لهذا الشعب النبيل ..
زاوية قبل الأخيرة..
يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه
أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ
……
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها
فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوعِلُ
……….
يا ناطح الجبل الأشم بقرنه
رفقا بقرنك لا رفقا على الجبل
.
..زاوية اخيرة ..
اللهم رحمتك بالسودان واهله فإن لم نكن اهل لان نبلغ رحمتك، فأن رحمتك اهلآ لأن تبلغنا..