د. نهلة صالح إسماعيل

يعتقد الكثير من الناس أن المرض النفسي والمرض العقلي مترادفان لنفس المعنى، وهو إعتقادا خاطئا جملة وتفصيلا وهناك فروق شاسعة بين كل من المرضين. وهذا الخطأ الشائع أدى إلى عدم تلقي العلاج للعديد من المرضى النفسيين خوفا على سمعتهم ومن الوصمة وصمة المرض خشية من أن يوصفوا بالجنون والمرض العقلي. هناك بعض العوامل المشتركة لكل المرضين ابرزها لكلاهما التأثير المباشر لطريقة التفكير والحالة المزاجية مع انهما يظلان مرضين مختلفين تماما عن بعضهما البعض.فالمريض النفسي شخص مستبصر بذاته ومرضه ويدرك بمعاناته ومرضه وقد يسعى لطلب العلاج بنفسه، بينما المريض العقلي لا يعي تلك الحقيقة ولا يصدقها فهو شخص غير مستبصر بذاته. مآل المرض النفسي يمكن ان يتم علاجه تماما إذا أدرك من البداية وفي احيان كثيرة قد لا يحتاج إلى علاجات دوائية من الطبيب المتخصص في الطب النفسي Sychiatrist فقط قد يحتاج إلى جلسات توعوية وسلوكية ومعرفية تخفف وتزيل التفكير والسلوك الخاطئ الذي ادى إلى الإضطراب وفي احيان اخرى قد يحتاج إلى جرعات دوائية من الطبيب وذلك حسب حدة الحالة، اما الإهمال في المرض النفسي قد تتطور الحالة إلى مرض عقلي وهذا ليس في كل الأحوال. ويختلف المرض العقلي عن النفسي في ان المرض العقلي صعب العلاج والمريض ليس مستبصر بذاته بل يعيش في اوهام وهلاوس وضلالات وحلقة مفرغة من الافكار الوهمية التي تصل حد السمع ورؤية اشياء لا وجود لها نهائيا ويعيش المريض العقلي في حالة إنفصال عن واقعه ورغما عن الاختلاف بين المرض النفسي والعقلي قد يكون المرض العقلي ناتجا لحالات مرض نفسي تاخر علاجها.
ومن بين انواع المرض النفسي إضطرابات القلق، الإكتئاب، إضطراب الهلع، الرهاب. كثير منا يمر بحالات القلق، الخوف، الإكتئاب وهو لأمر طبيعي ولا يصنف إضطراب اما الغير طبيعي هو ان يؤثر العرض علي سلوك الفرد وعمله وحياته الخاصة والعامة، خلاف ذلك فهى اعراض قد تكون طبيعية طالما الانسان قادرا على ان يتحكم في حياته وعمله،دراسته …الخ . وعادة لا يتم تشخيص المرض النفسي إلا من قبل الطبيب النفسي أو الاختصائي النفسي ( السيكولوجيست) وهم من يحددوا إذا كانت حالة عارضة او تحتاج للعلاج وذلك بعد تشخيص المرض من خلال قياسات نفسية دقيقة لتحديد الحالة.
ومن أمثلة المرض العقلي الفصام ( الشيزوفرينيا) الإضطراب العقلي الناتج عن الإدمان، إضطرابات الذهان التخيلي الاكتئاب الذهاني. مآل العلاج اكثر تعقيد ويحتاج المريض العقلي للعقاقير الدوائية وتحت إشراف الطبيب النفسي.
ومن هنا يتضح الفرق بينهما فهما ليس مترادفين لمعنى واحد بل كل منهما له اعراضه ومآلاته وعلاجاته المختلفة.
دمتم عافية وصحة نفسية
د.نهلة صالح إسماعيل