الوضع الكارثي في الولايات المتاثرة بالامطار والسيول والفيضان يحتاج الى آلية مدروسة لادارة الازمة وليست بصرف التوجيهات .
ادارة الازمة تتعامل مع كل التفاصيل ،بدءا من استنفار كافة القطاعات الرسمية والشعبية والمنظمات الدولية والاقليمية والدول لاستقطاب الدعم .وطريقة توزيعه على المتاثرين بشفافية .ودراسة جذور المشكلة وكيفية معالجتها بطريقة علمية.على الاقل بتقليل اثارها اذا لم يكن بالامكان ايجاد حلول نهائية .
طريقة استقطاب الدعم التي تقودها الجهات الرسمية تنبئ عن تكرار ما يحدث سنويا بعدم وصوله الى مستحقيه .معظم مواد الاغاثة من اطعمة وخيام تجد طريقها الى الاسواق بواسطة المستثمرين في الازمات الانسانية واغنياء الحروبات.
في اجتماعه امس وجه وزير شؤون مجلس الوزراء المكلف عثمان حسين بدعم المتاثرين،واعلن عن فتح حساب بالعملتين المحلية والاجنبية لاستقطاب الدعم من الداخل والدعومات من الخارج ومن المنظمات الانسانية.
لكن السيد الوزير لم يبعث بتطمينات للراي العام وللمتضررين ،ولدافعي الاموال عن كيفية ادارة هذه الاموال ،وكيفية وصولها للجهات المستهدفة .وهذه اهم النقاط التي تحتاج الى التوضيح بعد السمعة السيئة التي اكتسبناها في الاعتداء على اموال المساعدات من قبل الجهات الحكومية نفسها ،ومن قبل بعض الافراد.
كنا ننتظر من رئيس مجلس السيادة في جولته التفقدية امس لبعض المناطق المتاثرة رد فعل اكثر ايجابية من مجرد التوجيه بمعالجة كافة الترع والعقبات التي تتسبب في زيادة الضرر على المتاثرين بالسيول .
الصور التي تنقلها اجهزة الاعلام تشير الى وضع انساني كارثي يحتاج الى تخصيص اموال بقدر حجم الضرر الذي جعل مئات الاسر بلا ماوى ولا ماكل .واموال لتوفير مياه شرب نظيفة .واموال لمجابهة الوضع الصحي ..لكن الاخبار التي رشحت عقب زيارة الفريق البرهان لم تاتِ بما يفيد بميزانية خاصة من الدولة لمقابلة تلك المطلوبات الملحة.
اول امس وعقب لقائهم رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان وعد عدد من رجال الاعمال بتقديم دعم للمتضررين .
خطوة جيدة جدا لكن كان على رجال الاعمال تكوين آلية من اتحاد اصحاب العمل كانشاء صندوق لدرء الكوارث مثلا لادارة الاموال التي سيقدمونها للدعم .حتى لا تتسرب الى جهات اخرى .
بعض رجال الاعمال اتجه لتقديم الدعم المباشر كما فعل اشرف الكاردينال .وهي طريقة جيدة تضمن وصول التبرعات الى اصحابها الحقيقيين.
نفس الشيء فعلته دولة قطر التي تبرعت بحمولة طائرتين من المواد الغذائية وخيام للايواء .حيث توجه سفير قطر بالخرطوم عبد الرحمن الكبيسي للمناطق المتاثرة في قرى الجزيرة .
المأساة الانسانية في محلية المناقل والقرى التي حولها تحتاج الى مجهود رسمي وشعبي اكثر من مجرد التعاطف مع الصور ومقاطع الفديو التي تبث على السوشيال ميديا .لابد من اقامة صندوق قومي لمعالجة الاضرار التي حدثت يساهم فيه كل مواطن سوداني داخل وخارج البلاد بحسب مقدرته المالية .مع استقطاب الدعم الخارجي .والاممي والذي لم نر له وجود حتى الآن.
بعثة الامم المتحدة يوناتمس التي تتدخل في الشان السياسي السوداني كان بالامكان ان يكون لها فعل تجاه الكوارث الانسانية بتوفير الغذاء للمتضررين ،وهو من صميم عملها بالسودان.
استجابت دولة قطر بطريقة سريعة لدعم المتضررين .في حين غابت دول الوصايا على السودان لانقاذ الذين فقدوا كل شيء .