باديء ذي بدء، أنا مع التوقيع والتسوية، ولكنني احتفظ بحقي في النقد والسخرية بغرض اتحاف وامتاع الشعب السوداني.
ساتوقف قليلا، من باب فاصل ونواصل.
ولشرح مشهد الاتفاق الاطاري ديسمبر 2022 اضرب المثال التالي.
هل تعلمون الخلفية الخضراء (كروما) التي تستخدم في التصوير في الاستديوهات بغرض المونتاج.
فائدتها انها تسهل عملية دمج صورة أخرى في الخلفية بالاستبدال.
هذا الاتفاق، تم في القصر الجمهوري بهذه الخلفية، ومتروك لكل طرف يقوم بالمونتاج كما يريد.
يمكن للموقعين من قحت تصوير أنفسهم بانهم ارغموا الجيش على التوقيع وخلفهم جحافل الثوار و صور الشهداء، ومن معهم في التوقيع من الأحزاب التي حالفت الانقاذ مجرد قوى انتقال صغيرة فوقها قبضة كبيرة.
يمكن لهذه الأحزاب الانقاذية أن تصور لقواعدها وجود خلفية من جماهيرها وانجازاتها وكيف ان الذكاء والحنكة في مفاوضات طويلة ارغم قحت على كسر الحاجز والتنازل عن اسطورة الفلول.
يمكن لرافضي التوقيع من الاسلاميين دمج فيديو نفوذ أجنبي في الخلفية يجعل المكون العسكري مجرد دمي صغيرة تحت اقدام رؤساء دول الرباعية.
الشيوعيين لديهم فيديو فيه امواج من البولتاريا تفيض من خارج القصر لتغرقه في غضب الشعب.
يمكن للذين يتهمون الجميع في ذممهم المالية دمج فيديو أمطار من الدولارات ينهمر على الموقعين.
يمكن لانصار البرهان دمج فيديو فيه دبابة جيش في شكل وحش تفتح فمها لتلتهم الموقعين.
انا شخصيا .. أرى توقيع فقط وخلفه كروما خضراء.
في الحقيقة .. دائما تكون النهايات هكذا، محايدة وعلى الجميع اثر الارهاق.
عمليا، انتهت مرحلة طويلة من تاريخ السودان السياسي الحديث.
لا يمكن اطلاق اي صفة ثورية على الوضع الان، توجد أزمة سياسية بين قوى سياسية بينهم حد أدنى من الاتفاق ويجمعهم مسرح واحد وملعب واحد.
وانتهت الحدوتة الطويلة من صائدة البمبان الى صائدي الكراسي.