مرتضي شطة
ربما بلغت تشوهات تنزلات الديمقراطية الليبرالية التي يتشدقون بها ربما بلغت منتهاها بطفرة جينية تصادر ليس حق العامة في التصدي للشأن العام كما هو الحال في بلد المنشأ حيث أن الغالب هو تمهيد الطريق للنخب في تسنم السلطة أو بلوغ الكونغرس عدا بعض المسارب عبر الأقليات وبعض الفئات سواء بتأثيرات مجموعات الضغط أو آليات الترقي والتصعيد الداخلية في المؤسسات الحزبية ؛فربما بلغت الديمقراطية الليبرالية التي تبشرنا بها قحت المتقدمة في نسخة ديمقراطيتها الأوليغارشية (حكم الأقلية ) المحروسة بمرتزقة (الباشبوزق ) مبلغ مصادرة حق الشعب في الابتسامة والفرح والتعبير والأمل والمستقبل .
لا عجب في ذلك فجل الجوقة (المتلبرلة ) هي من أذيال الفكر الماركسي المتدثر بالحتمية التاريخية معتقدا بالرغم من كساد بضاعته وبوارها ؛فلا حيرة في تفسير سلوكها الذي يجمع بين التناقضات ؛فخدمة الأنظمة الليبرالية وحمل الفكر الماركسي في الوقت عينه ؛ والدعوة إلى الديمقراطية والفرار من الانتخابات ؛وإدعاء الحريات ومصادرة حريات الآخرين في الوقت نفسه ؛كراهية ومعاداة القوات المسلحة تحت شعار معاداة العسكر بينما تتغزل في المليشيا حد الوله ؛تدعو إلى الدولة المدنية وتأتمر بأمر الدولة المونارشية الأسرية ؛تدعي الوطنية وهي ضالعة في العمالة ؛ تظهر محاربة الفساد وهي والغة فيه حتى أخمص قدميها ؛فثنائيات التضاد والتناقض لا تكاد تنتهي لكنها ليست مبعث حيرة للشعب السوداني الذي فضح أمرها بقدر ما هي مؤشر على حيرة وارتباك هذا السلوك الذي ينم عن عمى بصيرة وعوار في الفكر وخطل في التفكير وغياب بوصلة العقل عن الحضور في المواقف الصحيحة .
هل المطلوب من الشعب السوداني أن ينتظر الإذن من (قحت ) أو ( تقزم) ليفرح ويحتفل أو يطلب منها أن تستفتي له في ذلك الثلاثية أو الرباعية أو الايقاد ليستمد منها وحي الفرح ؟! لماذا لا يفرح الشعب السوداني ويحتفل مع قواته المسلحة وتقدمها في كل المحاور وهو الذي ظل يكتم آهاته وتغالب ثكالاه وأرامله وأيتامه وحرائرة المنتهكة أعراضهن الآلام والأحزان والدموع في انتظار هذه اللحظة التاريخية الفارقة ؟ لماذا لا يحتفل الشعب السوداني وهو ما بين نازح ولاجيء منذ عام ونصف يربط على بطنه جوعاً يهيم في فجاج الأرض أحياناً يجد المأوى وفي أكثرها لا يجد سوى أن يفترش الأرض ويلتحف السماء فهو لم تتاح له كما لمن يمنعونه الاحتفال المطارات والفنادق يخرج من تهديد البنادق حيث المليشيا فتلاحقه بالتدوين بالمدافع حيث يوجد ؟
كيف لا يفرح ويحتفل والكثير من أسره لديها مرضى لا يجدون العناية الطبية ولا الدواء للأمراض المزمنة منهم مرضى غسيل كلى وجرعات سرطان بعضهم قضى إهمالا ومن تبقى يعيشون على أمل انتصار القوات المسلحة لتأمين العلاج لهم فكيف لا يحتفلون وهم يستقبلون أمل الحياة ؟
لم لا يحتفل الشعب وفي كل حلق غصة من مرارة وألم الخسائر النفسية والمادية فكم من أرواح أزهقها التمرد ومدنيين شردهم ومنهم من لم يكتف بجروحهم النفسية فعمق جراحهم الجسدية ففي الكثير من الأسر شهيد أو فقيد أو جريح أو معاق أو مختطف أو أسير على الأقل !
لماذا لا يحتفل الشعب السوداني وهو الذي ظل يعض أنامل الندم والأسى على ما فرط في حق وطنه عندما حملكم على أكتافه في ثورة مسروقة وفترة انتقالية وخيمة عاقدا آماله على السراب ؟! لماذا لا يفرح ويحتفل وقد عجزتم أنتم عن إفراحه بعد أن أفردتم له أشرعة الأمل ووعدتموه بالمن والسلوك في حكمكم الحزبي المسروق بلا انتخاب فمنيتموه بالعيش الرغيد ثم رفعتم عنه كل دعم وغطاء وتركتموه جائعاً عارياً في مهب الريح ؟! لقد آن للشعب أن يقول لكم : إن جيشه هو الذي (عبر ) و(انتصر) وإن نفق صبره على انتهاكات المليشيا واستفزازات حاضنتها السياسية بل تضحياته وإسناده للقوات المسلحة قد خرج به إلى ضوء الشمس ورابعة النهار .
فليفرح الشعب السوداني وليحتفل بانتصارات القوات المسلحة ويعايشها لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة حتى يمسح كل دقيقة حزن ومصاب سبقت من المليشيا فيجبر خاطره ؛وإم لم تتحرر مصفاة الخرطوم في منطقة الجيلي اليوم أو غداً فإن مصيرها التحرير غداً أو بعد غد ؛ويكفي أن محيطها قد تحرر في (قري) و(حجر العسل ) ولا مفر لمن في المصفاة سوى التسليم وقد أحكمت عليها القوات المسلحة الحصار والخناق .
ستتوالى احتفالات وفرحات الشعب السوداني حتى آخر معركة وشبر ولتحزن قحت على نفقها الذي حكم عليها موقفها بأن لا تخرج منه أبدا إلى الشعب وقد تبخر حلمها الذي كان عرابها يكرره بأنها ستعبر (على كروزرات التمرد وأحزان الشعب ) وستنتصر على (إرادة الشعب السوداني وعزيمة وبسالة ومهنية قواته المسلحة ) لتتربع على عرش السلطة ولكن هيهات هيهات .