شهدت القاهرة خلال اليومين الماضيين الاجتماع الوزاري للمنتدى السابع لدول غاز شرق المتوسط، والذي يضم قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا وفرنسا وفلسطين والاردن، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي كأعضاء مراقبين.
وعلى هامش المنتدى تم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن التعاون في مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي.
وقع عن مصر المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، وعن إسرائيل وزيرة الطاقة الإسرائيلية، وكادري سيمسون، مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي، بحضور اورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية.
تعليق: في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، والتهديد الكبير لإمدادات الغذاء والطاقة نتيجة لها، تتجه مختلف دول العالم لإحياء التحالفات القديمة، أو خلق تحالفات جديدة.
التهديد المستمر بإيقاف إمدادات الغاز الروسي للدول الأوربية جعلها تبحث بصورة محمومة عن موارد اخرى للطاقة بخلاف المورد الروسي، بالطبع أن استغناء دول الاتحاد الأوروبي عن الغاز الروسي لن يتم بين ليلة وضحاها، لكن الفكر الاستراتيجي الاوربي يخطط للمستقبل في ظل التهديد الماثل.
يعتبر السودان مصدرا مهما للغذاء والطاقة النظيفة، من خلال الموارد الطبيعية الهائلة التي يتوفر عليها، من مياه سطحية وجوفية، واراضي واسعة صالحة للزراعة، وشمس ساطعة تتيح انتاج الكهرباء النظيفة سواء من الخلايا الشمسية، او التسخين الحراري من خلال المرايا المقعرة، وغيرها من التقنيات التي تتوافق مع الجهود الدولية الرامية لخفض الانبعاثات الكربونية. في ظل اتفاقية المناخ.
الفرصة متاحة للسودان للاستفادة من الأوضاع الدولية الحالية، وقد لا تتكرر هذه الفرصة للسودان في وقت قريب. نحتاج التوافق السوداني/ السوداني، لمطالبة المجتمع الدولي بإعفاء الديون وفق اتفاقية الهيبيك للدول المثقلة بالديون والتي قطع السودان فيها شوطا مقدرا، ولمطالبة المجتمع الدولي كذلك بدعم انتاج الطاقة النظيفة من السودان، سواء من الطاقة الشمسية او طاقة الرياح أو السدود المائية، ليت احزابنا وسياسيينا ينظرون بجدية للمصالح الوطنية العليا. والله الموفق.
