في محاولةٍ استباقيةٍ لإشراك الصحافة والإعلام، وتفعيل دورهما في إنجاح عودة معرض الخرطوم الدولي بعد طول غيابٍ، وفي توقيتٍ يُخالف مواقيته الماضيات، دعا الأخ اللواء الفاتح عوض عبد الله مدير عام الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحُرة ورئيس اللجنة العليا لمعرض الخرطوم الدولي في دورته التاسعة والثلاثين، ثُلة من الرسلاء والرسيلات الصحافيين والإعلاميين في جِلسة عصفٍ ذهنيٍ (Brain Storming)، للتفاكر والتشاور حول أساليب ناجعةٍ في الإسهام الفاعل للوسائط الصحافية والإعلامية – التقليدية والحديثة – في التبشير بثقافة المعارض، والتأكيد على أهميتها في تعزيز إمكانات السودان الاستثمارية وترويجها، في مجالات الزراعة والصناعة والمعادن والخدمات وغيرها من أوجه الاستثمار الاقتصادي والمالي الذي سينهض بالاقتصاد القومي للبلاد.
كانت البداية تقدمة من الأخ الفاتح عوض تضمنت في طياتها إضاءاتٍ مهمةٍ عن مسارات العمل الإعدادي، موضحاً ما بذلته الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحُرة من جُهدٍ مقدرٍ لإكمال الاستعدادات لقيام هذه الدورة بعد طول غيابٍ زاد عن الثلاث سنواتٍ!متطرقاً إلى التأجيل طوال تلكم الفترة. وقد عزاه إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، ولمزيدٍ من مشاركات الشركات المحلية والأجنبية حتى تخرج الدورة بالصورة المرجوة، من أجل تحقيق أهداف المعرض، المتمثلة في نقل التكنولوجيا الحديثة، والتقانات الجديدة، للقطاعات الإنتاجية، بُغية تعزيز التبادل التجاري مع العالم الخارجي.
وكان الأخ الفاتح عوض مرتباً في إضاءاته، ومستعداً لتبيان مراحل الاستعدادات، وموضحاً المشاركات المحلية والأجنبية، ومعلناً عن افتتاح معرض الخرطوم الدولي في دورته ال39 يوم الأربعاء الأول من يونيو (حُزيران) 2022، وتستمر فعالياته حتى يوم الثلاثاء السابع من الشهر نفسه. ولم يستبعد تمديد فترة المعرض، إن كان الأمر يستدعي ذلك.
وفي رأيي الخاص، من الضروري أن يعمل المعرض جاهداً في تسليط الضوء على القطاعات التجارية والصناعية والمعدنية. وتعزيز التبادل التجاري من خلال تنظيم ملتقى لرجال المال والأعمال والشركات المحلية والعالمية. ومن المهم أن يعمل المعرض على إبراز دور الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحُرة في المساهمة الفاعلة في الاقتصاد القومي للبلاد.
ومن المهم أيضاً، أن تكون قد حرصت اللجنة العليا لمعرض الخرطوم الدولي في دورته ال39، على دعوة الشركات ورجال الأعمال والمال والمستثمرين إلى زيارة المعرض والوقوف على إمكانات السودان الاستثمارية في مجالات الزراعة والصناعات التحويلية والمعادن والخدمات وغيرها، من خلال دراسات جدوى، واستشارات محكمة.
ولم يغب عن اللجنة العليا لمعرض الخرطوم الدولي في دورته ال39، أن هذه الدورة استثنائية تنطلق بعد غياب أكثر من ثلاث سنواتٍ، وتعقد في ميقاتٍ زمنيٍ غير مواقيتها الزمنية السابقة، لذلكم سيُنظر إليها من قبل العالم، كمؤشرٍ مهمٍ من مؤشرات الاستقرار السياسي، واستتباب الأمن بعد اضطراباتٍ سياسيةٍ، وانفلاتاتٍ أمنيةٍ، وظروفٍ استثنائية!
كان الهاجس الأمني في هذه الدورة، أحد أبرز مداولات تلكم الجِلسة التفاكرية، خشية أن يكون المعرض مستهدفاً من قبل جماعاتٍ أو منظوماتٍ معارضةٍ أو منفلتةٍ، فركزتُ في مداخلتي على أهمية وضع خطة أمنية محكمة، للحفاظ على سلامة زائري المعرض، وحماية مقتنيات العارضين، لا سيما من الانفلات الأمني، وما يُعرف لدى الناس في ولاية الخرطوم ب”تسعة طويلة”! فأمن رئيس اللجنة العليا للمعرض على إدراكهم لأهمية الأمر، لذلك لم يكتفِ بمضاعفة قوات الأجهزة الأمنية لبسط الأمن والأمان في أروقة المعرض، بل عقد سلسة من الاجتماعات مع شباب حي بري للوصول معهم إلى تفهماتٍ للمساهمة في خلق وعيٍ بأهمية المعرض لاقتصاد القومي للبلاد، وتوعيتهم بمساهمات الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحُرة في تقديم بعض الخدمات الحيوية للمنطقة، كتشييد المدارس والمراكز الصحية، ورصف الطرق، وتقديم مساعدات مالية للأندية الثقافية والرياضية والشبابية وغيرها، ضمن المسؤولية المجتمعية للشركة، تجاه منطقة بري بالخرطوم، حيث مقر رئاسة الشركة.
أخلصُ إلى أن معرض الخرطوم الدولي تظاهرة اقتصادية كبرى، وملتقى رجال المال والأعمال والمستثمرين والشركات المحلية والأجنبية، وهو أحد دعائم الاقتصاد الوطني، باعتباره واحداً من آليات وأدوات الترويج والتسويق المهمة في للدول والشركات بمواطن الاستثمار في السودان ومناطقه. ويُسهم هذا المعرض بقدرٍ فعالٍ في التعارف والتقارب والتواصل بين الدول والشركات المحلية والإقليمية والعالمية. وسيخصص في هذا المعرض، عرض المنتجات المحلية، وبعض السلع الضرورية بأسعارها الأساسية للجمهور، ولن تغب عنه منتجات ولايات السودان المختلفة. وستشهد هذه الدورة تنظيم ندوات وسمنارات وورش اقتصادية، تقدم خلالها أوراق علمية ومعالجات عملية، بالإضافة إلى أمسياتٍ ترفيهيةٍ والتي سيصدح فيها نجوم الغناء السوداني.
فلا غروَّ أن تزاحم الرعاة لرعاية فعالياتها، ومن أهمها منظومة الصناعات الدفاعية وهي بمثابة الراعي الاستراتيجي لمعرض الخرطوم الدولي، حيثُ تعتبر مشاركاتها على امتداد دورات المعرض المختلفة أكثر تميزاً وتنوعاً، وذلكم من خلال المنتجات والخدمات التي تعرضها شركات المنظومة، وبنك السودان، وشركة الظافر العقارية وغيرها.
وأعدت الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحُرة عُدتها، وأكملت زينتها، وأتمت استعداداها، ووزعت دعواتها، وتهيأت لاستقبال المشاركين والزائرين من داخل السودان وخارجه.
ولنستذكر مع اللجنة العليا لمعرض الخرطوم الدولي في هذا الصدد، قول أبي الطيب أحمد بن الحُسين المتنبئ:
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مُرادها الأجسام