أسامة عبدالماجد
¤ ليست هي المرة الاولى ولن تكون الاخيرة التي تطلق فيها شائعة.. او تتطاير في الفضاء الالكتروني احاديث تمس وبشكل مباشر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.. الترويج عن توجية البرهان تسليم مطار مروي للمصريين مزاعم لا يصدقها العقل ولا فيها ولو واحد بالمائة مما يمكن ان يحمل قدرا من المصداقية.. فالامر سيادي ويمس الامن القومي بشكل مباشر.
¤ في كثير من الاحيان يتم – وباتقان – تحريف حديث البرهان – رغم وضوحه – .. حتى تصريحات دقلو اخوان تطلق كالسهام نحو صدر البرهان.. ماذا يعني مطالبة عبد الرحيم دقلو بتسليم السلطة للمدنيين – بدون لف ودوران – كما قال .. من يقصد حميدتي بانهم لا مشكلة لهم مع الجيش وانما المكنكشين في السلطة.. الراجح ان الشقيقان يقصدان رئيس مجلس السيادة .. لانه لا ثالث مع البرهان وحميدتي يتولى مقاليد الامور الان.. هذا بخلاف تصريحات القحاته وهراء خالد سلك.
¤ في تقديري ان البرهان مطالب ان يكون الى جواره مستشار .. يكون ضابطا للايقاع ، مثل لاعب الوسط الماهر .. الذي يعرف متى يشكل اسناد لدفاع فريقه .. ومتى يتقدم ويصنع هجمة منظمة تتوج بوصول زملائه لمرمى الفريق المنافس.. مودعا الكرة الشباك.. مثلما يفعل اولاد الموج الازرق هذة الايام.
¤ حتى لو كان الى جوار البرهان الأن مستشارا اعلاميا.. فانه يحتاج لمستشار يدير له العملية الاعلامية بذات الكيفية التي كان يعمل بها مستشاره السابق العميد د. الطاهر ابو هاجه .. الذي كان توقيت ظهوره دقيقا.. وكانت كلماته مثل السيف.. واشد ايلاما على من يتطاول على المؤسسة العسكرية وقائدها.. احدثت مغادرة ابوهاجة الى القنصلية العامة بجدة مسؤولا عن مكتب الارتباط العسكري فراغا عريضا بالخرطوم.
¤ شكل غياب ابو هاجه هزة عنيفة واحدث ارتباكا واضحا في القصر والقيادة العامة.. وذلك ان الرجل يعتمر قبعتين.. فهو ضابط عظيم (عميد ركن).. ومايلينا انه خريج اعلام ويحمل درجة الدكتوراة في الاعلام وزميل (رئيس تحرير أسبق لصحيفة القوات المسلحة) .. كما ان له سيرة حافلة في المجال حيث تلقى دورات خارج السودان في مجالات الحرب النفسية والارشاد النفسي والتوجية المعنوي.. وهو استاذ لمادة الحرب النفسية بكلية الدراسات العليا بجامعة كرري.
¤ اذكر جيدا مطالعتي لحوار مع السكرتير الصحفي للرئيس المصري مبارك.. الاستاذ محمد عبد المنعم وهو صحفي معروف وكان رئيس تحرير روز اليوسف.. سئل عن المصادر التي كان يستقي منها مبارك معلوماته .. ذكر عبد المنعم
– مصادر متعددة، منها مكتب مبارك نفسه، السكرتارية الخاصة، سكرتير المعلومات، السكرتير العسكرى، والسكرتير الصحفى.. وقال بالإضافة إلى أجهزة الدولة التى كانت تتعاون مع مكاتب الرئيس فى تقديم التقارير والمعلومات.. وبالطبع يقصد جهاز المخابرات.
¤ ترى هل لدى البرهان مثل هذة المصادر؟؟ .. اشك في ذلك بدليل ان شخص يعمل مخرج تلفزيوني.. تمدد في اعلام القصر وحاز على صلاحيات اكبر بكثير من قدراته ووظيفته.. وهذا امر يستوجب المراجعة الفورية.. وودان توضع الامور في نصابها الصحيح.. وكذلك الحال بالنسبة لمجموعات ( مستهبلة) تدير مواقع الكترونية فاقدة للتاثير .
¤ صحيح ان لدى البرهان عدد من المستشارين في الظل ويقومون بادوار مقدرة .. لكن الاعلام يحتاج رجل مثل ابو هاجة (سيفو برة).. يعرف متى يقاتل ومتى يهادن ومتى (يلبد).. الرئيس البشير وبكل حضوره الطاغي ومتابعته الدقيقة للصحف حتى الرياضية منها .. حيث يطالعها عقب صلاة الصبح وتمرين الرياضة.. كان الى جواره مستشار صحفي (كارب) وهو الاستاذ محجوب فضل بدري.
¤ ومهما يكن من امر.. لو استسهل البرهان مهمة المستشار الاعلامي وفي هذا التوقيت سيخسر كثيرا !!.