ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

مشكلة الكهرباء في السودان

د. عادل عبدالعزيز الفكي


في مقال لي على هذا العمود اشدت قبل يومين ببيان صدر عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بتوقيع مساعد رئيس الحزب البروفسيور البخاري عبد الله الجعلي، البيان اشاد بالتعاون السوداني المصري فيما يتعلق بربط شبكات الكهرباء، والربط السككي، واعفاء السودانيين المقيمين بمصر من غرامات الاقامة، وقبول الطلاب السودانيين بالجامعات المصرية بما يعادل ١٠% من الرسوم المقررة للأجانب.
وصلتني العديد من التعليقات على المقال، اشير لبعضها هنا. الدكتورة هويدا آدم أستاذ الاقتصاد بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا كتبت (الحزب الاتحادي مسماه جاي من كلمة الاتحاد مع مصر، وهذا البيان هو  في إطار أجندة الحزب، وأمر الربط الشبكي هذه واستيراد الكهرباء من الأخطاء التي تحتاج لتصحيح، لا يعقل ان نرهن مصدر الطاقة للتجاذبات السياسية، ومصالح الدول).
وأضافت الدكتورة (لا زالت مشكلة عدم وجود استراتيجية دولة أو معايير دولة تجعلنا ندور حول أنفسنا لنبقى حديقة خلفية بكل ما تحمل الكلمة من دلالات  لمصر).
تعليق: يا دكتورة هويدا نحن فقراء.. فقراء، وحالنا وحال اسرنا لا يسر، اللهم إلا ٣% ينعمون الآن بالثروة في السودان. في هذه المرحلة علينا الا نعض الأيادي التي تساعدنا، ومسألة ان المصريين ينهبون ثرواتنا هذه أوهام، وينها هي الثروة ذاتها.
إن استيراد وتصدير الكهرباء عبر الخطوط العابرة للدول أحد أجندة استراتيجية ٢٠٦٣ للاتحاد الإفريقي، تصدر الدول الإفريقية الكهرباء لأوروبا للاستفادة من فرق التوقيت وتمايز الفصول.
اتفق معك مطلوب زيادة التوليد عندنا من مختلف المصادر، ومن بينها الطاقة الشمسية، لكن حتى استكمال مشاريعنا ما الذي يمنع استيرادنا للكهرباء من الدول المجاورة؟
علق على الموضوع ايضا د/  مصطفى محمد عبد الله الاستاذ الجامعي ومدير السياسات ببنك السودان سابقا بالقول (من الناحية الاستراتيجية لا يجب الاعتماد على استيراد الكهرباء،  بل من الافضل للسودان  التوسع في الإنتاج المائي الهيدروليكي ( ولدينا ميزات مطلقة في ذلك ) وكذلك التوسع في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة كما فعلت المغرب التي تصدر الكهرباء الى اوروبا حاليا.
استيراد الكهرباء من دول الجوار يترتب عليه تكلفة مالية عالية، تعمل على  تآكل احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي، وتمثل عبئا على الموازنة العامة للدولة مما يفاقم العجز.
الاعتماد على استيراد الكهرباء سواء من اثيوبيا او مصر او البارجة التركية يمثل انتكاسة في مفهوم استراتيجية الاعتماد على الذات self reliance strategy
 احد اهم ضرورات الربط الكهربائي  الصرف على إنشاءات مكلفة تتمثل في خطوط  الامداد والانظمة والمعدات والمحطات  وهى تخدم الدولة المنتجة للكهرباء وتحقق مكاسب افضل من الدولة المستهلكة.
 يجب ان تكون التوجهات الاستراتيجية في رفع كفاءة الإنتاج الكهربائي المائي، والتوسع  في الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية، هناك اسباب امنية واستراتيجية تتطلب ان لا نكون معتمدين على دول اخرى في سلعة استراتيجية كالكهرباء. السودان فيه امكانيات واسعة لإنتاج وتوليد الكهرباء لماذا نلجأ لدول الجوار؟
تعليق: أتفق معك يا دكتور مصطفى في كل ما ذكرت، فقط أود أن الفت النظر إلى اننا نعاني الآن من نقص مريع في إنتاج الكهرباء، و٧٥% من هذا الإنتاج موجه للقطاع السكني.
لا بأس ان نستورد الكهرباء في هذه المرحلة لتحريك القطاعين الزراعي والصناعي. على أن تبقى الخطة الاستراتيجية في أذهاننا، وهي ان يكون السودان مصدرا للكهرباء، مستفيدا من امكانياته في التوليد المائي من خلال منظومة السدود، حيث لدينا كجبار والشريك ودال لم تشيد بعد، وامكانيات التوليد من الطاقة الشمسية حيث تسطع الشمس على كل مساحة السودان بنسبة ١٠٠% خلال ساعات النهار.
خلال عشرة سنوات يمكن أن يتحول السودان لمصدّر للكهرباء  بقيمة مضافة هائلة لناتجه المحلي الإجمالي واحتياطاته من النقد الأجنبي. والله الموفق.

اترك رد

error: Content is protected !!